خطبة الشيخ علي حسن غلوم حول استغلال الدين ج2


ألقيت في 19ديسمبر2008

أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُواْ لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلامَ اللّه ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ * وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ ءَامَنُواْ قَالُواْ ءَامَنَّا وَإِذَا خَلاَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ قَالُواْ أَتُحَدِّثُونَهُم بِمَا فَتَحَ اللّه عَلَيْكُمْ لِيُحَآجُّوكُم بِهِ عِندَ رَبِّكُمْ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ * أَوَلاَ يَعْلَمُونَ أَنَّ اللّه يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ * وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لاَ يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلاَّ أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ * فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـذَا مِنْ عِندِ اللّه لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ .
ـ استغلال الدين والمتاجرة به من الصور التي قدمها القرآن عن أهل الكتاب ولاسيما أحبارهم ورهبانهم.
ـ لجأ بعضهم إلى التحريف والوضع عن علم، لئلا يفقد امتيازاته أو لكسب المزيد من الامتيازات الشخصية على صعيد المال وعلى صعيد الجاه والرئاسة.
ـ وبعضهم تصدى للشؤون الدينية وهو جاهل لا يملك من العلم ما يؤهله لذلك، ويتلاعب بالكلام ويحرّف الحقائق ليخدع به السذّج، وليحقق لنفسه مكاسب مادية، وهؤلاء سيذوقون اللعنة والويل من اللّه، جزاءً لهم على ما حرّفوه، وما كسبوه من أعمال سيئة محرّمة ومال حرام.
ـ ثلاثة عوامل يستفيد منها هؤلاء: 1ـ قداسة الدين في النفوس 2ـ الإيمان بالعنصر الغيبي في الوجود
3ـ سذاجة وجهل الناس بحقائق الدين وصورته الحقيقية
ـ ومن خلال العنوان الديني الذي يتلبسون به، واعتبارهم في موقع هداية الآخرين، وبعض العلم الذي يحملونه ويتشدقون به، ولجوء بعضهم إلى التقشف القاسي الذي يخضعون له أجسادهم، والبعد عن شهوات الحياة وزخارفها، وغير ذلك مما يضفي عليهم صفة القداسة في أعين الناس، ويجعل منهم القدوة المُثلى في نظرهم، وكأنهم وكلاء الله على الأرض، حتى ليصور إليهم أنهم يملكون توزيع حصص الجنة والنار... كل ذلك مكّنهم من الاستيلاء على أموال الناس بطرقٍ غير شرعيّة، تتنوع حسب تنوّع المراحل والأجيال.
ـ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّ كَثِيراً مِّنَ الأحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ* يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنوبُهُمْ وَظُهُورهُمْ هَـذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنفُسِكُمْ فَذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ}.
ـ في الكنيسة الكاثوليكية وبعد الاعتراف والإبراء، يُمنح صك الغفران مقابل مبلغ للكنيسة يختلف باختلاف ذنوبه.
ـ أصدر البابا (ق: 16) كميات هائلة من صكوك الغفران لتباع للعامة، تباع في المدن والقرى ، ولما نجحت تفتقت ذهنية البابا عن فكرة شراء صكوك الغفران باسم الأقرباء الميتين كي تساعدهم على دخول مملكة السماء.
ـ لا أتصور أن القرآن الكريم يتحدث عن هذه الأمور لفضح أهل الكتاب والإساءة إليهم فقط، أو بهدف التشفّي والشماتة ، بل لتقديم صورة لما قد تصل إليه أمور المسلمين أيضاً، لاسيما وقد روي عن النبي (ص) [ ليأتين على
أمتي ما أتى على بني إسرائيل حذو النعل بالنعل ]. أو [ لتسلكن سنن من قبلكم حذو النعل بالنعل ].
ـ وصور المتاجرة بالدين ـ حتى من قبل الأميين والجهلة ـ في وسطنا الإسلامي مشهودة، ولو استدعى الأمر إلى التحريف والتخريف، وبدأت منذ قرون مديدة، ورواية [ من أكل بصل عكا] شاهد على ذلك.
ـ قصة العراقي.
ـ ضريح مفتعل في سرداب يُزار وتُقدَّم إليه النذور والقرابين باسم أهل البيت (ع)، وهم منهم براء.
ـ فضائيات تعرض أشخاصاً يتلون الكتاب أو يذكرون النبي.
ـ البضائع باسماء مقدسة لتسويقها (خلطة قيام الليل).
ـ آخر الصيحات مخيم للشباب يتم الترويج له بعنوان أن أحد المعصومين (ع) سيحضر فيه، فيا لها من كرامة.
ـ نمطية من الدجل تتكرر في البشر و تصاحب الأديان و تفتك بها و برسالتها. و خطر هؤلاء أنهم هم أول من يعبث بقيم الدين، و يحرف كلماته و يشوه رسالته و ينفره في قلوب الناس، و هم أول من يختلق له أحكاماً و فتاوى تخدم أغراضهم التي يستأكلون بها أموال الناس بالباطل ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمناً قليلاً. وبتعبير سيد الأحرار الإمام الحسين (ع) [الناس عبيد الدنيا والدين لعق على السنتهم يحوطونه ما درّت معايشهم
فإذا محصوا بالبلاء قلّ الديّانون] .
ـ كما أكدت مراراً نحن بحاجة إلى بناء معرفي قائم على أساس القرآن، وبحاجة إلى أن نستخدم عقولنا ونحتكم إلى المنطق، ونمتلك من الوعي ما يجنّبنا الوقوع في حبائل المتاجرين باسم الدين.