رسول الله(ص): بأقلام أدباء ومفكرين عالميين - أميرة البزال

لم يكن الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم شخصية مُرسلة إلى قوم أو عرق أو أمة معينة، بل جاء رحمة للعالمين، هذه الرحمة التي جسّدها قولاً وعملاً طوال عمره الشريف، داعياً إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، عاملاً بكل تفان وإخلاص على بناء الإنسان أخلاقياً وحضارياً بما يعزز مسيرته الوجودية. لم يكن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يؤمن بكل الحواجز العرقية والدينية والقومية التي تميز الناس وتصنفهم، بل حارب كل هذه الحواجز، وهو صاحب الحديث المشهور: (لا فضل لعربي على أعجمي ولا لأبيض على أسود إلا بالتقوى).
و سيرته الحافلة بالعطاء والخير والجهاد من أجل رفعة الإنسانيّة وتقدمها على كلّ الصعد، جعلته محطّ تقدير واحترام العالم بأسره، وخصوصاً المثقّفين منهم.
فهذا الكاتب المسرحي البريطاني (جورج برناردشو)، رفض أن يساهم بأعماله المسرحية بتشويه صورة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، ومما قاله عن الإسلام والرّسول صلى الله عليه وآله وسلم: (قرأت حياة رسول الإسلام جيداً، مرّات ومرّات، لم أجد فيها إلا الخلق كما يجب أن يكون، وأصبحت أضع محمداً في مصاف، بل على قمم المصاف من الرّجال الذين يجب أن يُتّبعوا).
ويقول الفيلسوف البريطاني الكبير والحائز على جائزة نوبل للسلام عام 1950 (برتراند راسل): (لقد قرأت عن الإسلام ونبي الإسلام، فوجدت أنه دين جاء ليصبح دين العالم والإنسانية، فالتعاليم التي جاء بها محمد، والّتي حفل بها كتابه، ما زلنا نبحث ونتعلّق بذرّات منها، وننال أعلى الجوائز من أجلها).
أما الشاعر والكاتب الفرنسي في القرن الثامن عشر (فولتير)، فيقول: (السنن التي أتى بها محمد كانت قاهرة للنفس ومهذّبة لها، فجمال تلك الشريعة وبساطة قواعدها الأصيلة، جذبت للدين المحمدي أمماً كثيرة أسلمت).
من جهته، قال الأديب الروسي العالمي (ليو تولستوي): (لا يوجد نبي حظي باحترام أعدائه سوى النبي محمد، ما جعل الكثرة من الأعداء يدخلون الإسلام).
وهذا هو الأديب الفرنسي العالمي (جون جاك روسو) يقول: (لم أرَ رجلاً في العالم مثل محمد).
ولا ننس الشاعر والأديب الفرنسي الكبير (لامارتين)، حيث قال: (من ذا الذي يجرؤ من الناحية البشرية على تشبيه رجل من رجال التاريخ بمحمد؟! ومن هو الرجل الذي ظهر أعظم منه، عند النظر إلى جميع المقاييس التي تُقاس بها عظمة الإنسان؟!). ويضيف: (أعظم حدث في حياتي هو أنني درست حياة رسول الله محمد دراسة وافية، وأدركت ما فيها من عظمة وخلود، أيّ رجل أدرك من عظمة الإنسانية مثلما أدرك محمد، وأيّ إنسان بلغ من مراتب الكمال مثل ما بلغ؟! لقد هدّم الرسول المعتقدات الباطلة التي تتّخذ واسطةً بين الخالق والمخلوق).