السيّدة خديجة أمّ الرّسالة ـ عمار كاظم

خديجة القرشية السيدة المرموقة من سيدات المجتمع المكي نسبا وشرفا ومالا ومكانة اجتماعية ، الحديث عن خديجة أم المؤمنين الكبرى حديث عن عظمة المرأة المسلمة وقدوتها الرائدة في حياة هذه الأمة واخلاصها لزوجها الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وتفانيها في نصرة الدعوة بالمال والنفس والإخلاص.
دراسة حياة خديجة بنت خويلد توفر لنا العبرة والوعي وترسم أمامنا سلوكية المرأة القدوة وتكشف عن عظمة الرسالة والدعوة التي صنعت من خديجة هذا المثل النسوي الرائد في عالم الإنسان.. خديجة التي شاركت في بناء الحياة وكتابه الفصول المضيئة في تاريخ هذه الأمة وجسدت السلوك الإيماني في حياته الرسالية والأسرية والإجتماعية .
خديجة أم المؤمنين القدوة والأسوة والمثل الأعلى للرجال والنساء التي وقفت الى جنب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مؤمنة مؤازرة ترصد ما تملك من جهد وإمكان ومال ومشاعر لنصرة الحق وإنقاذ الإنسان.
خديجة التي بدأت رحلتها مع الرسالة عندما كان رسول الله يذهب الى حراء متأملا ومفكرا ومتعبدا كانت تتابعه وتؤمِّن له كل سبل الرعاية حتى لا يشغله شيء عن تأمله وتفكره فكانت تجهد نفسها وهي تصعد الجبل العالي لتوصل له الطعام والشراب، وكانت تشاركه في رحلة تأمله من ذلك المكان المطل على الكعبة المشرفة وكانت عليها السلام تستقبله عندما يعود من حراء بقلب حنون ومنفتح على الرسالة .
خديجة التي ذابت في العطاء من أجل الرسالة والتي حرصت على تأمين الراحة اللازمة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وشكلت بيتا يمتلئ عاطفة وحنانا ورعاية ينسيه كل التعب عندما كان يُرمى بالحجارة وتوضع الأشواك في طريقه ويُساء إليه .
خديجة عليها السلام التي تحملت نفقات الدعوة الى الله تعالى وتجلى صبر خديجة وثباتها في سنوات الحصار فكانت الصابرة المحتسبة تشد أزر المسلمين وتساعدهم .
وبذا استحقت أم المؤمنين خديجة أن تكون من أعظم نساء الأرض ومن خيرة نساء الجنة قدوة وأسوة، وبذا استحقت أن تلقى تحية الرب بنقلها جبرائيل إليها عن طريق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لتعرف الأجيال عظمة هذه المرأة فالله تعالى يقرئ خديجة السلام فيكرمها على موقفها العظيم الى جنب رسوله ليكافئها على دورها في تلقي كلمة الرحمن ومؤازرة زوجها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وفنائها في ذات الإسلام (ان جبرائيل أتى رسول الله فقال اقرئ خديجة السلام من ربها فقال رسول الله يا خديجة هذا جبرائيل يقرئك السلام من ربك فقالت خديجة الله السلام ومنه السلام وعلى جبرائيل السلام) .
ان في حياة السيدة خديجة لعبرة لكل امرأة تبحث عن قيمتها في الحياة لقد تجردت خديجة من ثروتها الواسعة وحياة الترف والنعيم فزهدت بكل ذلك ووهبت كل ما تملك للدعوة الى الله لقد اختارت الآخرة على الدنيا اختارت نصرة الحق على الباطل اختارت الوقوف الى جانب نبي الرحمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
فسلام على أم المؤمنين خديجة الكبرى يوم ولدت ويوم انتقلت الى رحاب ربها ويوم تبعث حية ...