كرامة شهر رمضان ..... وعظمته ـ عمار كاظم

شهر رمضان شهر عظيم ومبارك ، لأنه شهر الله وقد كرمه وشرفه وعظمه وفضله على سائر الشهور ، وقد خص الله تعالى شهر رمضان دون غيره من الشهور بنزول القرآن وليلة القدر . لقد جعل أيامه أفضل الأيام ولياليه أفضل الليالي وساعاته أفضل الساعات وسماه شهر الرحمة والبركة والمغفرة وشهر الضيافة عند الله تعالى ، وشهر الصبر وشهر المواساة . إن لشهر رمضان ميزة على سائر الشهور فقد جعل الله له من الحرمات الكاملة التي توحي بقداسته في ما يلتزمه الناس من حدود الله فيه ، ومن الفضائل المشهورة في ما جعل له من الخصائص الروحية والعمليه مما يوحى فيه بالخير والفضل الكبير على مستوى النتائج الكبيرة التي يبلغها العاملون فيه من علو الدرجة عند الله . وحرم الله تعالى فيه المآكل والمشارب واللذات التي لم يحرمها في غيره ، كإيحاء بعظمته من خلال ما يستهدفه هذا التحريم من غايات عظيمه على مستوى مصير الإنسان في الدنيا والآخرة وكمظهر من مظاهر الإكرام له في ما أراد الله للناس أن يتعبدوا به بذلك ليكون الإلتزام بترك المطاعم والمشارب عبادة يتقربون بها إليه . أهم ما ينبغي أن يستقبل به المسلم شهر رمضان المبارك ويعين على الصيام والقيام وما يجنب المبطلات الحقيقية التي تذهب بالأجر والثواب التوبة من جميع الذنوب والآثام فالإقلاع في الحال عن الذنوب والندم على ما فات والعزم بعدم العود ومفارقة قرناء السوء ورد المظالم إلى أهلها كما ينبغي للمسلم أن يستقبل شهر الله تعالى بالبهجة والسرور ضيف عزيز وزائر كريم وأن يستشعر عظمته ويستصحب فضائله ويتذكر جوائزه { فإن الشقي من حرم غفران الله في هذا الشهر العظيم } .ينبغي للمسلم أن لا يضيع هذه الفرصة الثمينة وهو في رحاب الله وفي ضيافته في شهره الكريم وليسع لتقوية العلاقة بينه وبين الله تعالى فقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله { ما من مؤمن يصوم شهر رمضان احتسابا إلا أوجب الله عز وجل له سبع خصال أولها يذوب الحرام في جسده ، والثانية لا يبعد عن رحمة الله ، والثالثة يكون قد كفر خطيئة أبيه آدم ، والرابعة يهون الله عز وجل عليه سكرات الموت ، والخامسة آمان من الجوع والعطش يوم القيامة ، والسادسة يعطيه الله براءة من النار ، السابعة يطعمه الله من طيبات الجنة } . من رحمة الله تعالى وكرمه أن جعل في شهره الكريم نوم الصائم عباده ، وصمته تسبيح ، ودعاؤه مستجاب ، وعمله مضاعف ، وان دعوة الصائم عند إفطاره مستجابه وقد جعل الله تعالى ميراث للصوم فهو يورث الحكمة وجنة من النار . وصوم شهر رمضان اعداد للإنسان ليعود على الصبر والتحمل وللإحساس بما يعانيه الضعفاء من الناس وما يقاسيه الفقراء منهم كما ورد في الحديث عن الإمام الرضا عليه السلام { إنما أمروا بالصوم لكي يعرفوا ألم الجوع والعطش وليكون الصائم خاشعا ذليلا مستكينا مأجورا محتسبا عارفا صابرا على ما أصابه من الجوع والعطش فيستوجب الثواب مع ما فيه من الإمساك عن الشهوات ويكون ذلك واعظا لهم في العاجل ورائضا لهم على أداء ما كلفهم ودليلا لهم في الآجل وليعرفوا شدة مبلغ ذلك على أهل الفقر والمسكنة في الدنيا فيؤدوا إليهم ما افترض الله لهم في أموالهم } . اللهم أعنا على صيام شهر رمضان وقيامه واحفظ جميع جوارحنا من الوقوع في الآثام واجعلنا ممن يصومه ويقيم لياليه إيمانا واحتسابا وألا يكون حظنا من الصيام الجوع والعطش وندعوه بما دعا الإمام زين العابدين عليه السلام إذا دخل شهر رمضان { وأعنا على صيامه بكف الجوارح عن معاصيك واستعمالها فيه بما يرضيك حتى لا نصغي بأسماعنا إلى لغو ولا نسرع بأبصارنا إلى لهو وحتى لا نبسط أيدينا إلى محظور ولا نخطوا بأقدامنا إلى محجور } .