خطبة الشيخ علي حسن غلوم حول رسالة الإمام الباقر إلى سعد الخير


ألقيت الخطبة في 27 فبراير 2009

ـ أرسل الإمام الباقر عليه السلام رسالة إلى سعد الخير الأموي من ولد عبد العزيز بن مروان، يقول السيد محسن الأمين: يستفاد من الأخبار جلالته وعناية الباقر عليه السلام به. روى المفيد في كتاب الاختصاص بسنده عن أبي حمزة الثمالي قال دخل سعد الخير على أبي جعفر عليه السلام فبدأ ينشج كما تنشج النساء فقال له أبو جعفر عليه السلام: ما يبكيك يا سعد؟ قال: كيف لا أبكي وأنا من الشجرة الملعونة في القرآن؟ فقال عليه السلام: لستَ منهم، أنت منا أهل البيت، أما سمعت قول الله عز وجل فمن تبعني فإنه مني.
كتب أبو جعفر عليه السلام إلى سعد الخير: بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد فإني أوصيك بتقوى الله فإن فيها السلامة من التلف والغنيمة في المنقلب، إن الله عز وجل يقي بالتقوى عن العبد ما عزب عنه عقلُه، ويجلِي بالتقوى عنه عماه وجهلَه، وبالتقوى نجا نوح ومَن معه في السفينة، و صالِح ومَن معه من الصاعقة، وبالتقوى فاز الصابرون ونجت تلك العُصَب من المهالك، ولهم إخوان على تلك الطريقة يلتمسون تلك الفضيلة، نبذوا طغيانهم من الإيراد بالشهوات لِما بلغهم في الكتاب من المثُلات، حمدوا ربهم على ما رزقهم وهو أهل الحمد، وذمّوا أنفسهم على ما فرطوا وهم أهل الذم، وعلموا أن الله تبارك وتعالى الحليم العليم إنما غضبُه على مَن لم يقبل منه رضاه، وإنما يمنع مَن لم يقبل منه عطاه، وإنما يُضل مَن لم يقبل منه هداه. ثم أمكن أهل السيئات من التوبة بتبديل الحسنات، ودعا عباده في الكتاب إلى ذلك بصوت رفيع لم ينقطع، ولم يمنع دعاء عبادِه، فلعن الله الذين يكتمون ما أنزل الله، وكتب على نفسه الرحمة فسبقت قبل الغضب فتمَّت صدقاً وعدلاً...