فاطمة قدوة الأجيال ـ عمار كاظم

يحدثنا التاريخ أن فاطمة الزهراء عليها السلام عاشت مع زوجها علي بن أبي طالب كأفضل ما تكون الزوجة محبة ووفاء وطاعة ورعاية فقد كانت ترعى زوجها وهو مثقل بأعباء الجهاد ومسؤولياته وكانت مثقلة بتربية الأولاد وهموم البيت وأداء دورها في البيت كزوجة .
عاشت الزهراء عليها السلام وهي تخلص في كل مسؤولياتها الزوجية تطحن وتعجن وتخبز وتربي أولادها ، وعاشت مع علي عليه السلام الذي عاش معها روحه وعاش معها جهاده جعلت الزهراء من بيتها حضنا ومهدا للرسالة ومنزلا اسلاميا يفيض بالخشوع والرحمة وتتألق فيه القيم الإسلامية جعلته بيتا لله وللطهارة وللحق وللعدل وللرحمة والمحبة من خلال روحانيتها وعبادتها وزهدها وفكرها وعقلها واستقامتها التي منحتها لهذا البيت ، وكانت الوفية والمخلصة لزوجها المنسجمة معه روحا وروحانية .
وتقاسمت الزهراء مع علي عليه السلام مسؤولية البيت فالزهراء تطحن وتعجن وتخبز وعلي عليه السلام يكنس البيت ويستقي الماء ويحتطب لم تكن الزهراء ترى البيت مشكلة لها أو سجنا ولا الأمومة أو الزوجية عبئا بل اختارت ان تكون زوجة لعلي ترعى زوجها ويرعاها واختارت ان ترعى شؤون البيت وان تكون أما تربي أولادها .
فاطمة الزهراء عليها السلام التي تحدث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بمقامها فهي قاعدة أهل بيت الرسالة وأم الأئمة عليهم السلام وامتداد النبوة .
الزهراء التي أنجبت الحسن والحسين اللذان تركا أثرهما البالغ على تاريخ هذه الأمة وقيادة روح اليقظة والشهادة والدم الطاهر المعطاء قالها صلى الله عليه وآله وسلم ( الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ) فقد أراد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يكونا محور توحيد الأمة ومركز التقارب وسبب اجتماعها من بعده فتجتمع أمته على حبهما وولائهما وإمامتهما عندما يشتد الخطب وتتحرك عناصر الفتنة والفرقة ، والزهراء أنجبت زينب الكبرى بطلة كربلاء وشريكة الحسين عليه السلام في جهاده وبطولته .
الزهراء أعطت الصور المشرفة لجهاد المرأة مما جعلها القدوة لتتعلم أجيال النساء والفتيات حياة الإيمان لتشارك الرجل في حياته وجهاده ومهمات رسالته بعيدا عن اللهو والعبث والضياع مشغولة بالعطاء الاجتماعي والبناء الروحي وحمل الرسالة وصناعة الأجيال .