حال الغالبية

إنّ الحياة لا يمكن أن تعطي قيادها إلا للذين يمنحونها وعياً في الفكر والروح والحركة، وإبداعاً في النتائج الإيجابية. والله تعالى حدّثنا أنّ الكثيرين الذين لا يعلمون ولا يتّقون، والذين يتخلّفون، هؤلاء هم الذين يمثّلون التيار العام.. والجهل لا يكلّف صاحبه الكثير من الالتزامات، وهكذا التخلّف الذي يلتقي مع الغرائز السطحية.. أمّا العلم، فإنّه يُتعب صاحبه، وكذلك الإبداع والتقدّم والوعي، فإنّه يحمّله الكثير من المسؤولية. ومن هنا، فإنّ كلّ مصلح، لابد أن يكون مستعدّاً لضربات التيار، وأن يبتسم عندما تواجهه كلّ الكلمات اللامسؤولة، ولا بدّ أن يحدّق بالمستقبل عندما تثور حوله طفيليات الحاضر، لأنّ المستقبل يحتضن الكلمات المسؤولة والوعي والتقدّم.