من وصايا صادق أهل البيت حول الشفاعة

عن إسماعيل بن جابر عن أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق عليه السلام أنه كتب بهذه الرسالة إلى أصحابه وأمَرهُم بمدارستها والنظر فيها وتعاهدها والعمل بها، فكانوا يضعونها في مسجد بيوتهم، فإذا فرغوا من الصلاة نظروا فيها. وهذا بعض ما جاء فيها:
(... واعلموا أنه ليس بين الله وبين أحد من خلقه ملكٌ مقرّبٌ ولا نبيٌ مرسل ولا من دون ذلك من خلقه كلهم إلا طاعتهم له، فاجتهدوا في طاعة الله إن سرّكم أن تكونوا مؤمنين حقاً حقاً ولا قوّة إلا بالله، وقال صلى الله عليه وآله: [وعليكم بطاعة ربكم ما استطعتم فإن الله ربكم]. واعلموا أن الإسلام هو التسليم والتسليم هو الإسلام، فمن سلّم فقد أسلم ومن لم يسلم فلا إسلام له. ومن سرّه أن يبلغ إلى نفسه في الإحسان فليطع الله، فإنه من أطاع الله فقد أبلغ إلى نفسه في الإحسان. إياكم ومعاصي الله أن تركبوها، فإنه من انتهك معاصي الله فركبها فقد أبلغ الإساءة غلى نفسه، وليس بين الإحسان والإساءة منزلةٌ، فلأهل الإحسان عند ربهم الجنة، ولأهل الإساءة عند ربهم النار، فاعملوا بطاعة الله واجتنبوا معاصيه. واعلموا أنه ليس يغني عنكم من الله أحدٌ من خلقه شيئاً لا ملكٌ مقرّب ولا نبيٌ مرسل ولا من دون ذلك، فمن سرّه أن تنفعه شفاعة الشافعين عند الله فليطلب إلى الله أن يرضى عنه. واعلموا أن أحداً من خلق الله لم يُصِب رضا الله إلا بطاعته وطاعة رسوله وطاعة ولاةِ أمره من آل محمد صلوات الله عليهم ومعصيتهم من معصية الله، ولم ينكر لهم فضلاً عظُم أو صغُر...).