ليالي عاشوراء- 9 -1433 - الشيخ علي حسن ـ حسينية دار الزهراء عليها السلام


ـ (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ) فصلت:11.
ـ في هذه الآية المباركة استعمال للسان الحال، وهو المصطلح الذي يقابل مصطلح (لسان المقال) والذي يعني ما ينطق به الإنسان، أما (لسان الحال) فهو ما يدل عليه ظاهرُ أمره دون أن يتفوّه بشئ، وهذا الظاهر ـ بالنسبة إلينا كبشر ـ يمكن تلمّسه ومعرفته من خلال سلوك الطرف الآخر ومواقفه وقسمات وجهه ونحو ذلك، وعلى حد تعبير الشيخ كاظم الأزري في قصيدة له: (كاد المتيَّمُ أن يكتمَ سِـرَّه، لولا ينمُّ به لسانُ الحالِ).
ـ أما البارئ سبحانه وتعالى فإنه محيط بكل شئ، عليم بالسر وأخفى، ولذا حين تستعمل الآيات القرآنية أسلوب لسان الحال، كما في الآية السابقة، فإنها تعكس حقيقة الحال في ظاهره وباطنه.
ـ ويأتي استعمال هذا الأسلوب لتقريب الصورة وجعلها حسية، وإلا فإن السماء والأرض لا يصدر منهما الكلام.
ـ ونجد هذا الأسلوب أيضاً في قوله تعالى: (يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ) ق:30، فمن الواضح أن جهنم ليست مخلوقاً عاقلاً ناطقاً، ولكن تقريب الصورة وجعلها قوية في التأثير تستدعي مثل هذا التعبير البليغ.
ـ وقد وقع بعض المفسرين وعلماء المسلمين في خطأ الأخذ بظاهر هذه الآيات القرآنية، واصفين جهنم مثلاً بالمخلوق الذي يتكلم اعتماداً على الآية، والمخلوق الذي يتنفس كتنفس الإنسان، أخذاً بالمروي في صحيح البخاري ومسلم عن أبي هريرة قال: (قال رسول الله(ص): اشتكت النار إلى ربها فقالت: يارب، أكل بعضي بعضاً، فأذن لها بنفَسين، نفسٌ في الشتاء، ونفسٌ في الصيف، فهو أشد ما تجدون من الحر، وأشد ما تجدون من الزمهرير).
ـ وهكذا فعلوا في خصوص موارد أخرى تتعلق بمخلوقات غير عاقلة. صحيح أن الأصل هو الأخذ بالظاهر، وأن الأخذ بالظاهر يستدعي ذلك المعنى، ولكن هناك قاعدة أخرى وهي الانصراف عن الظاهر والأخذ بالمعنى المجازي في حال وجود قرينة صارفة، تماماً كما يقول القائل: (من عيوني) أو (عيوني لك) أو (على راسي) وهكذا. فالعقل يقدم قرينة واضحة على أن المتكلم لا يريد المعنى الحرفي الحقيقي بل المعنى المجازي. والقرائن بخصوص السماء والأرض وجهنم وغير ذلك موجودة.
ـ تحدثت في الليلتين الماضيتين عن بعض الملاحظات المسجلة على شعر الطف، والتي تترتب عن حسن نية لا بقصد الإساءة للنهضة الحسينية ولأبطالها، وذكرت حينها ثلاث ملاحظات:
1. إقحام بعض المفاهيم القلقة المتنافية مع المفاهيم الإسلامية الأصيلة
2. تحريف منطلقات النهضة الحسينية وغاياتها
3. ركاكة الأسلوب والنظم في كثير مما يتم تداوله من خلال اللطميات وما شابهها
4. تشويه حقائق التاريخ
5. نظم الشعر بلسان الحال، وقد يقال: ما الضرر في اعتماد لسان الحال في الشعر، وقد اعتمدت بعض الآيات القرآنية هذا الأسلوب كما اتضح لنا قبل قليل؟ كما أن الشعراء دأبوا على ذلك، ومنه قول الشاعر: (جاءت سليمانَ يومَ العرض هدهدةٌ، أهدت إليه جراداً كان في فيها، وأنشدت ـ بلسان الحال ـ قائلةً، إن الهدايا على مقدار مهديها).
ـ وهكذا في الاستفتاءات ما يؤكد إباحة الأمر حيث سئل المرجع الراحل السيد الخوئي عن ذلك فقال: (لا بأس ما لم يقصد واقع النسبة). ولكن المرجع الراحل يجيب على افتراض أن المسألة ترتبط بالخطيب فقط، فإن قصد كون الكلام للمعصوم دخل فعله تحت عنوان الكذب، وإن لم يقصد ذلك فلا بأس، لعدم الدليل على الحرمة.
ـ ولكن القضية لا ترتبط بقصد الخطيب فحسب، بل تمتد إلى المتلقي أيضاً، ولذا فنحن بحاجة إلى أن نقرأ الموضوع من هذه الزاوية أيضاً. وما يُلاحظ على استعمال هذا الأسلوب:
أـ أن لسان الحال قد يتحول بمرور الزمان إلى قول منسوب للشخصية نفسها، ومثال ذلك هذا البيت الذي يتداوله الناس على أنه من كلمات الحسين عليه السلام: (إن كان دين محمد لم يستقم، إلا بقتلي يا سيوف خذيني). وقد قرأت مقالةً لأحد الباحثين يبين فيها بالأدلة أن هذه الكلمة لم تنسب للإمام الحسين عليه السلام في المصادر التاريخية، وأن نسبتها إليه شاعت في العقود الأخيرة، وأنها في حقيقتها أحد أبيات قصيدة للشيخ محسن أبوالحَب الحائري المُلقب بـ(الكبير) (ت 1305هـ). ـ والقصيدة من 62 بيتاً ومن أبياتها: (وبيومٍ قال لنفسه مِن بعدِما، أدى بها حقَّ المعالي بِيني، أعطيتُ ربي موثقاً لا ينقضي، إلا بقتلي فاصعدي وذريني، إن كان دين محمد لم يستقم، إلا بقتلي يا سيوفُ خُذيني، هذا دمي فلترو صاديةَ الظبى، منه وهذا للرماح وَتيني...).
ـ وفي ذلك قال العلامة السيد محسن الأمين: (وتوقف قائلاً بلسان حاله: إن كان دين محمد لم يستقم، إلا بنفسي يا سيوف خذيني)، وهكذا قال العلامة السيد عبدالحسين شرف الدين في كتابه المجالس الفاخرة في مصائب العترة الطاهرة: (ولسان حاله يقول: إن كان دين محمد لم يستقم، إلا بقتلي يا سيوف خذيني) وهكذا قال العلامة السيد مرتضى العسكري في معالم المدرستين: (ولنِعم ما قال الشاعر على لسانه: إن كان دين محمد لم يستقم، إلا بقتلي يا سيوف خذيني).
ب ـ الخوف من أخذ المستمع لمضمون لسان الحال وكأنه فعلاً يمثل حال وتفكير ونية وهدف الإمام أو العباس أو الحوراء عليهم السلام أو غيرهم، ولعل الذي نَظََم الأبيات الشعرية لا يملك من الوعي والمعرفة الدينية والدراية التاريخية والدقة في التعبير ما يؤهله لكي يعكس الصورة بشكل سليم، مما يوصل رسائل خاطئة إلى المتلقي حول النهضة الحسينية وشخصياتها. ولنلاحظ البيتين التاليين حكاية على لسان أهل البيت عليهم السلام: (سادةٌ نحن، والأنام عبيدُ، ولنا طارف العلى والتّليدُ، وأبونا محمّدٌ سيّدُ النّاس، وأجدرَ بوُلْدِه أنْ يسودوا).
ـ فهل فعلاً كان الأئمة(ع) يفكرون بهذه الطريقة، وينظرون إلى الناس هذه النظرة الاستعلائية بأنهم عبيد لهم؟ لقد درج الأنبياء والأئمة(ع) على الابتعاد عن هذا الأسلوب في حديثهم عن النّاس، كما درج القرآن على الحديث عنهم بغير هذه الطَّريقة؛ فلم نلاحظ في كلِّ التّراث الدّينيّ بشكلٍ عام، والإسلاميّ بشكلٍ خاصّ، مثل هذا التَّعالي على النّاس، بحيث تكون النَّظرة إلى النّاس أنّهم العبيد، وهم السّادة.
ـ نعم نحن نعتقد ـ من خلال الحقيقة الدّينيّة ـ أنّ الأنبياء والأئمة هم الفئة المميّزة في الدّرجات العليا عند الله، بحيث يرتفعون عن النّاس في قربهم إلى الله، كما نعرف أنّ طاعتهم واجبة من موقع رسالة الله الّتي يحملونها ليبلّغوها للنّاس،
ومن موقع الشّريعة الّتي أوكل الله إليهم أن يجسِّدوها في الحياة.. ولكنَّ الطّاعة شيء والعبوديَّة شئ آخر.
ـ وهذا ما يتجسد في قول النبي لمن ارتعد حين أراد أن يكلمه بعد فتح مكة: (هَوِّنْ عَلَيْكَ فَإِنِّي لَسْتُ بِمَلِكٍ، إِنَّمَا أَنَا ابْنُ امْرَأَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ كَانَتْ تَأْكُلُ الْقَدِيدَ) وقول أمير المؤمنين كما في نهج البلاغة حين خاطبه (رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ بِكَلاَمٍ طَوِيلٍ يَكْثُرُ فِيهِ اَلثَّنَاءُ عَلَيْهِ وَ يَذْكُرُ سَمْعَهُ وَ طَاعَتَهُ لَهُ فَقَالَ عليه السلام: .... وَ إِنَّ مِنْ أَسْخَفِ حَالاَتِ اَلْوُلاَةِ عِنْدَ صَالِحِ اَلنَّاسِ أَنْ يُظَنَّ بِهِمْ حُبُّ اَلْفَخْرِ وَ يُوضَعَ أَمْرُهُمْ عَلَى اَلْكِبْرِ، وَ قَدْ كَرِهْتُ أَنْ يَكُونَ جَالَ فِي ظَنِّكُمْ أَنِّي أُحِبُّ اَلْإِطْرَاءَ وَ اِسْتِمَاعَ اَلثَّنَاءِ وَ لَسْتُ بِحَمْدِ اَللَّهِ كَذَلِكَ، وَ لَوْ كُنْتُ أُحِبُّ أَنْ يُقَالَ ذَلِكَ لَتَرَكْتُهُ اِنْحِطَاطاً لِلَّهِ سُبْحَانَهُ عَنْ تَنَاوُلِ مَا هُوَ أَحَقُّ بِهِ مِنَ اَلْعَظَمَةِ وَ اَلْكِبْرِيَاءِ، وَ رُبَّمَا اِسْتَحْلَى اَلنَّاسُ اَلثَّنَاءَ بَعْدَ اَلْبَلاَءِ، فَلاَ تُثْنُوا عَلَيَّ بِجَمِيلِ ثَنَاءٍ لِإِخْرَاجِي نَفْسِي إِلَى اَللَّهِ سُبْحَانَهُ وَ إِلَيْكُمْ مِنَ اَلتَّقِيَّةِ اَلْبَقِيَّةِ فِي حُقُوقٍ لَمْ أَفْرُغْ مِنْ أَدَائِهَا، وَ فَرَائِضَ لاَ بُدَّ مِنْ إِمْضَائِهَا، فَلاَ تُكَلِّمُونِي بِمَا تُكَلَّمُ بِهِ اَلْجَبَابِرَةُ وَ لاَ تَتَحَفَّظُوا بِمَا يُتَحَفَّظُ بِهِ عِنْدَ أَهْلِ اَلْبَادِرَةِ، وَ لاَ تُخَالِطُونِي بِالْمُصَانَعَةِ، وَ لاَ تَظُنُّوا بِي اِسْتِثْقَالاً فِي حَقٍّ قِيلَ لِي وَ لاَ اِلْتِمَاسَ إِعْظَامٍ لِنَفْسِي، فَإِنَّهُ مَنِ اِسْتَثْقَلَ اَلْحَقَّ أَنْ يُقَالَ لَهُ أَوِ اَلْعَدْلَ أَنْ يُعْرَضَ عَلَيْهِ كَانَ اَلْعَمَلُ بِهِمَا أَثْقَلَ عَلَيْهِ، فَلاَ تَكُفُّوا عَنْ مَقَالَةٍ بِحَقٍّ أَوْ مَشُورَةٍ بِعَدْلٍ، فَإِنِّي لَسْتُ فِي نَفْسِي بِفَوْقِ أَنْ أُخْطِئَ وَ لاَ آمَنُ ذَلِكَ مِنْ فِعْلِي إِلاَّ أَنْ يَكْفِيَ اَللَّهُ مِنْ نَفْسِي مَا هُوَ أَمْلَكُ بِهِ مِنِّي، فَإِنَّمَا أَنَا وَ أَنْتُمْ عَبِيدٌ مَمْلُوكُونَ لِرَبٍّ لاَ رَبَّ غَيْرُهُ، يَمْلِكُ مِنَّا مَا لاَ نَمْلِكُ مِنْ أَنْفُسِنَا وَ أَخْرَجَنَا مِمَّا كُنَّا فِيهِ إِلَى مَا صَلَحْنَا عَلَيْهِ فَأَبْدَلَنَا بَعْدَ اَلضَّلاَلَةِ بِالْهُدَى، وَأَعْطَانَا اَلْبَصِيرَةَ بَعْدَ اَلْعَمَى).
ـ وإذا كان الأسلوب الأدبيّ يبرّر للإنسان أن يتواضع لإنسانٍ آخر رفيعِ القدر، ليقول له: إنّي عبدك، فيعترف له بذلك، تنزيلاً لنفسه بمنزلة المملوك تواضعاً، فإنّ التّربية الإسلاميّة لا تتناسب مع كلام الشّخص الكبير عن نفسه بهذه الطّريقة. ـ ولذلك، فإنّ تصوير أهل البيت(ع) للنّاس بأنّهم يتحدّثون عن أنفسهم وعن النّاس بهذا الأسلوب، لا ينسجم مع النّظرة الرّوحيّة العالية لروحيّاتهم الرّفيعة في التّواضع لله في علاقتهم بالنّاس.
ـ وهكذا نجد لسان الحال يسئ إلى حقيقة موقف العقيلة وكذلك الإمام الحسين من استشهاد ابنه علي الأكبر من خلال تصوير الموقف بلسان حال العقيلة زينب: (والله عجب يا گرة العين، نايم أو يمك واجف احسين، يصفج اليسره فوگ
اليمين، من الوِسف ويجر الونين، يعتب عليك أو نوب علبين، أو تجري ادموعه اعله الوجنتين).
ـ ثم على لسان سيد الشهداء: (راح اللي تعبت اعليه ربيت، ومن گلبي عليه اهموم ربيت، گلت عندي ولد ويصير
رِبّيت، يباريني لمّن تِدنه المنيَّه).
ـ علام يعتب الإمام على ابنه؟ لخروجه للقتال أم لعدم قدرته على البقاء حياً بعد مواجهة أعدائه في ساحة المعركة؟ أم علامَ؟ وهل كان الحسين(ع) يفكر بهذه الطريقة؟ أم أنه كان يفدي الإسلام والمبادئ التي يحملها بنفسه وأقرب الناس إليه بكل إقدام وصلابة؟
ـ وكما كان سيد الشهداء القوي في الحق، كان ابنه علي الأكبر كذلك، وينقل الشيخ المفيد في الإرشاد في معرض حديثه عن المنازل التي طواها سيد الشهداء في الطريق إلى كربلاء: (ولما كان في آخر الليل أمر فتيانه بالاستقاء من الماء، ثم أمر بالرحيل، فارتحل من قصر بني مقاتل، فقال عقبة بن سمعان: سرنا معه ساعة فخفق وهو على ظهر فرسه خفقة ثم انتبه، وهو يقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، والحمد لله رب العالمين. ففعل ذلك مرتين أو ثلاثاً، فأقبل إليه ابنه علي بن الحسين عليهما السلام على فرس فقال: مم حمدت الله واسترجعت؟ فقال: يا بني، إني خفقتُ خفقة، فعنّ لي فارسٌ على فرس وهو يقول: القوم يسيرون، والمنايا تسير إليهم، فعلمت أنها أنفسُنا نُعيت إلينا. فقال له: يا أبتِ لا أراك الله سوءاً، ألسنا على الحق؟ قال: بلى، والذي إليه مرجع العباد. قال: فإننا إذاً لا نبالي أن نموت محقين، فقال له الحسين عليه السلام: جزاك الله من ولدٍ خير ما جزى ولداً عن والده). وبمثل هذه الصلابة الإيمانية انبرى الأكبر في يوم الطف، قال الشيخ المفيد: (ولم يزل يتقدم رجل رجل من أصحابه فيُقتل، حتى لم يبقَ مع الحسين عليه السلام إلا أهلُ بيته خاصة. فتقدم ابنه علي بن الحسين عليه السلام، وأمه ليلى بنت أبي مرة بن عروة بن مسعود الثقفي، وكان من أصبح الناس وجهاً، وله يومئذ بضع عشرة سنة، فشدَّ على الناس، وهو يقول: أنا علي بن الحسين بن علي، نحن وبيتِ الله أولى بالنبي، تالله لا يحكم فينا ابنُ الدعي، أضرب بالسيف أحامي عن أبي، ضرْبَ غلامٍ هاشمي قرشي. ففعل ذلك مراراً وأهلُ الكوفة يتَّقون قتلَه، فبصُر به مُرّة بن منقذ العبدي فقال: عليَّ آثامُ العرب إن مَرَّ بي يفعل مثل ذلك إن لم أُثكله أباه، فمر يشتدّ على الناس كما مرّ في الأول، فاعترضه مرّة بن منقذ فطعنه فصُرع، واحتواه القوم فقطّعوه بأسيافهم، فجاء الحسين عليه السلام حتى وقف عليه فقال: قتل الله قوماً قتلوك يا بني، ما أجرأهم على الرحمن وعلى انتهاك حرمة الرسول! وانهملت عيناه بالدموع ثم قال: على الدنيا بعدك العفاء. وخرجت زينب أختُ الحسين مسرعة تنادي: يا أخيّاه وابنَ أخيّاه! وجاءت حتى أكبّت عليه، فأخذ الحسين برأسها فردّها إلى الفسطاط، وأمرَ فتيانَه فقال: احمِلوا أخاكم. فحملوه حتى وضعوه بين يدي الفسطاط الذي كانوا يقاتِلون أمامه).