تائية دعبل الخزاعي ـ الأبيات 28 - 62

بكيتُ لرسـمِ الـدار من عرفـاتِ وأذريتُ دمعَ العين بالعبراتِ
وفك عُرى صبري وهاجت صبابتي رسـومُ ديارٍ أقفرَت وعِـراتِ
مدارسُ آياتٍ خلَت من تـلاوة ومنزلُ وحيٍ مُقـفـرِ العرصات
لآل رسولِ الله بالخَيفِ مِـن مِـنى وبالرُّكن والتعريفِ والجمـرات
ديـارُ علـيٍّ والحسينِ وجعفـرٍ وحمزةَ والسجـادِ ذي الثَّفنات
ديارٌ لعبداللهِ والفضـلِ صِنوهِ نجيِّ رسـولِ الله في الخلـواتِ
منازلُ وحيِ الله ينزِلُ بها على أحمدَ المذكورِ في السُّوَراتِ
منازلُ قومٍ يُهتدى بهُداهمُ فتُؤمَنُ منهم زلَّةُ العثَراتِ
منازلُ كانت للصلاةِ وللتقى وللصومِ والتطهيرِ والحسناتِ
منازلُ جبريلُ الأمينُ يحِلُّها مِن الله بالتسليم والرَّحمات
منازلُ وحيِ الله معدِنِ علمِه سبيلِ رشادٍ واضحِ الطُّرُقاتِ
ديارٌ عفاها جورُ كلِّ منابِذٍ ولم تَعْفُ للأيامِ والسنواتِ
فيا وارثي علمِ النبي وآلَه عليكم سلامٌ دائمُ النفحاتِ
قفا نسأل الدارَ التي خفَّ أهلُهـا متى عهدها بالصوم والصلوات؟
وأين الأولى شطَّتْ بهم غربةُ النوى أفانينَ في الآفاق مفترقات؟
همُ أهلُ ميراث النبيِّ إذا اعتزوا وهمْ خيرُ ساداتٍ وخيرُ حماة
مطاعيمُ في الإعسارِ في كل مشهد لقد شَرِّفوا بالفضل والبركات
...........
أفاطمُ! لو خلتِ الحسينَ مجدّلاً وقد ماتَ عطشاناً بشطِّ فرات
إذن للطمـتِ الخـدَّ فاطمُ عنده وأجريتِ ‌دمع‌َ العينِ ‌في‌ الوجنات
أفاطمُ! قومي يا ابنةَ الخيرِ واندُبـي نجومَ سماواتٍ بأرضِ فلاة
قبورٌ بكوفـانَ وأخـرى بطيبـةٍ وأخرى بفخٍّ نالَها صلواتي
وقبرٌ بأرضِ الجوزجـانِ محلّـهُ وقبرٌ بباخمرا، لدى الغُربات
وقبرٌ ببغـدادَ لنفـسٍ زكيــةٍ تضمَّنها الرحمنُ في الغُرفات
فأما الممضات التي لست بالغاً مبالغها مني بكنه صفات
نفوسٌ لدى النهرين من أرضِ كربلا معرَّسٌهم فيها بشطِّ فرات
توفوا عطاشـى بالفـرات، فليتني توفيت فيهم قبل حين وفاتي
إلى الله أشكو لوعةً عند ذِكرِهم سقتني بكأس الذل والفظَعات