كيف أتعامل مع طفلتي العصبية؟

مشكلة: طفلتي عمرها 5 سنوات وهي جداً ذكية وحساسة جداً واتكالية جداً وحالمة.. وهي تعبر عن نفسها بشكل جيد.. ولكنها عصبية قليلاً.. ومدللة لأنها أول حفيدة في الأسرة.. حالياً أشعر بأنها تغار من أخيها الذي يصغرها بثلاث سنوات.. مشكلتي أنها تحب القصص وعندما تسرد لها جدتها بعض القصص التي تحتوي على شخصيات مخيفة تتأثر بشدة وتخاف، وتترك سريرها لتأتي عندي فأحتضنها.. حتى أنها باتت لا تدخل لغرفة أو أي مكان مظلم لوحدها. وأنا أريد أن أكسر حاجز الخوف عندها.. فكيف يمكن لي ذلك؟
وحل: ينبغي علينا أوّلاً أن نفهم الأطفال ونعرف طبيعتهم وظروف نشأتهم حتى يمكننا أن نتعامل معهم بشكل أفضل.. الطفل دون السابعة يحتاج إلى مساحة واسعة من الحرية لكي يكتشف ما يحب وما يكره، ولكي يشبع لعباً ولهواً، وهو يتحرك كثيراً، كما يكره التعاليم المشدّدة والحدود المقيّدة.. وكلما عاش الطفل حُرّاً واستمتع بطفولته تلك، كلما كان أكثر استعداداً فيما بعدُ للتعلم والالتزام بالحدود وانصياعاً لوالديه ومعلميه.
من جهة أخرى، فإنّ الطفل في هذا العمر شديد الحساسية تجاه تصرفات والديه، وهو مقلّد لهما من الطراز الأوّل، لهذا ينبغي أن يكون الوالدان أكثر حساسية تجاه تصرفاتهما بدل حساسيتهما المفرطة تجاه الطفل. وبالتالي، صحّ القول بأن شخصية الطفل النفسية تتشكّل في تلك السنين الأولى، فهو يتعلم فيها الغضب والخوف والقلق والاضطراب.. لذا ينبغي الحفاظ على هدوء البيت واستقراره واحترام الوالدين لبعضهما البعض وضبط انفعالاتهما أمام الطفل والتعامل مع كل شيء طارئ أو موقف بحكمة واطمئنان.
وفي حالتك المذكورة، نقترح عليك ما يلي:
أوّلاً: العدالة في التعامل مع الطفلين، بل الابتداء بالمحبة وإعطاء الأشياء كالهدايا والإطعام والإكرام بالبنت – كما جاء في بعض الأحاديث – وذلك كفيل بتقليل حسدها، بل زواله وضبط انفعالاتها تجاه أخيها.
ثانياً: ربّما كان لجوء الطفلة إليك وإظهارها الخوف نوعاً من التعبير البديل لكسب عاطفتك واهتمامك بها، لذا فإن بعضه يزول مع ما ذكرناه أوّلاً، وبعضه الآخر يعتدل مع مبادرتك لاحتضانها ومرافقتها وطمأنتها قبل أن تلجأ إليك، فتكون جرعة الإطمئنان وقاية لا علاج.
ثالثاً: بدلاً من جلب الطفلة للنوم معك – وهو خطأ – اذهبي إلى غرفتها ونامي عندها حتى تنام، واستمري بذلك لفترة ثمّ ستزول الحاجة إليه، وبذلك ستوفرين الجو الآمن عندها وتدرِّبيها على الأنس والاطمئنان لغرفتها.
رابعاً: تجنبوا ذكر القصص المخيفة والمشاهد التلفزيونية الموحشة للأطفال، فهي لا تناسب أعمارهم، وذكِّروهم دائماً بأنّ هذه مجرد قصص لا واقع لها وأن ما يظهر في التلفزيون هو تمثيل فقط حتى يزول الخوف منهم.