أحبك.. لكني لن أقولها

عن الإمام جعفر الصادق قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (قَوْلُ الرَّجُلِ لِلْمَرْأَةِ إِنِّي أُحِبُّكِ لَا يَذْهَبُ مِنْ قَلْبِهَا أَبَداً).
وعنه عليه السلام: (لا غنى بالزوج عن ثلاثة أشياء فيما بينه وبين زوجته وهي الموافقة ليجتلب بها موافقتها ومحبتها وهواها، وحسن خلقه معها، واستعماله استمالة قلبها بالهيئة الحسنة في عينها، وتوسعته عليها).
قديماً أشار الكاتب الإنكليزي الشهير ويليام شكسبير إلى أنّ الحب الذي لا يظهر بوضوح على ملامح صاحبه ليس حبّاً، وأن من لا يعبِّر عن حبه لا يحب.
أمّا الكاتبة الأمريكية لوري باوليك فتطمئن الأزواج إلى أن ما تحتاج إليه الزوجة ليس كلمة (أحبك) وإنما تحتاج إلى أفعال وإشارات تدل على أنك تحبها. وتقول باوليك: (إنّ أغلبية الرجال لا ينطقون بتلك الكلمة السحرية، لكن هذا لا يعني أنهم مجردون من العاطفة، بل يعني أنّ المفهوم السائد لدى الكثير من الرجال هو أنّ الحب يغدو – بمرور الوقت – من المسلّمات التي لا تحتاج إلى تكرار. ويغيب عن بال الرجل أن عدم القدرة على تكرار كلمة "أحبك" يجب أن يقترن بإشارات أخرى تدل على الحب).. فما هي تلك الإشارات؟
الاهتمام مثلاً يعد مؤشراً على الحب.. والنظر إليها بعينين مشدودتين عندما تتحدث، وهز الرأس والتفاعل مع ما تقول فرحاً وتأثراً... كل ذلك يوصل الرسالة نفسها: أحبك.
أما عن أثر التشجيع، فحدث ولا حرج؛ إذ تؤكد التجارب التي أشارت إليها الكاتبة إلى أن جرعة من التشجيع تكفي لشحن بطارية الحب لأيّام عديدة، فما أروع أن تحصل المرأة من زوجها على الدعم المعنوي، سواء عندما تكون في ورطة أو حتى عندما تحقق إنجازاً ما، أو عندما تهمّ بعمل معيّن.
وماذا عن المشاركة؟ إنّها بالتأكيد من معززات الحب، ومن ذلك أن يصرّ الرجل على مشاركة زوجته في إعداد الفطور صبيحة يوم العطلة الأسبوعية.. ومخطئة هي المرأة التي ترفض مثل ذلك العرض بحجة خوفها من الفوضى الناجمة عن دخول الزوج إلى المطبخ، ولو فكرت في ما هو أبعد من مساحة مطبخها، لاحتفت به شريكاً لها في إعداد المائدة وليكن ما يكون من فوضى وأطباق متراكمة.
أخيراً وليس آخراً، فإن دعوة واحدة إلى العشاء في مطعم هادئ تغني عن عشرة آلاف كلمة (أحبك)، أليس كذلك؟