نفحات من حياة الإمام الرضا - عمار كاظم

الإمام علي بن موسى الرضا من أئمة أهل البيت عليهم السلام الذي أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً وعلَم من أعلام الهدى والصلاح من أهل البيت الأطهار الذي كانت حياته مناراً للمهتدين ودليلاً للسائرين في طريق التقوى والعبادة ومثلاً أعلى في الأخلاق والسلوك المستقيم.
تجسدت أخلاقه وإنسانيته في تعامله مع الفقراء والخدم والعبيد والمساكين فلا ينظر إليهم إلا بعين الأخوة في الله ووحدة النوع الإنساني ولا يفاضل بين نفسه وغيره إلا بالتقوى، وكان عليه السلام إذا خلا جمع حشمه كلهم عنده الصغير والكبير فيحدثهم وينس بهم ويؤنسهم.
كان عليه السلام مفزع العلماء وملجأ أهل الفكر والمعرفة يناظر العلماء ويحاور الفلاسفة ويرد على الزنادقة يوجه أهل الفقه والتشريع ويثبت قواعد الشريعة وأصول التوحيد، فكان عليه السلام محور التوجيه ومركز الإشعاع ومنطلق الأصالة والنقاء.
كان عليه السلام القوة والمعلم والمنار، وهديه وتوجيهاته وتعاليمه مدرسة غنية خالدة بالفكر العقائدي الأصيل والتوجيه الأخلاقي المستقيم والتربية الاجتماعية البناءة. فقد روي عنه عليه السلام: (لا يكون المؤمن مؤمناً حتى تكون فيه ثلاث خصال: سنّة من ربه، وسنّة من نبيه، وسنّة من وليه. فأما السنّة من ربه فكتمان السر، وأما السنّة من نبيّه فمداراة الناس، وأما السنّة من وليه فالصبر في البأساء والضراء). وسئل عليه السلام عن العجب فقال: (العجب درجات: منها أن يزيد للعبد سوء عمله فيراه حسناً فيعجبه، ويحسب أنه يحسن صنعاً ومنها أن يؤمن العبد بربه فيمنّ على الله، ولله المنة عليه فيه). وسئل عليه السلام عن حد التوكل فقال: (أن لا تخاف أحداً إلا الله).
ويحدد عليه السلام ملامح الروح الرسالية التي ينبغي للمؤمن أن يعيشها في حياته والتي تفتح أمام عينيه الآفاق الرحبة التي تنفتح على مسؤولياته في الدنيا والآخرة فيقول عليه السلام: (إن الله عز وجل أمر بثلاثة مقرون بها ثلاثة أخرى، أمر بالصلاة والزكاة فمن صلى ولم يزك لم تقبل منه صلاته، وأمر بالشكر له وللوالدين فمن لم يشكر والديه لم يشكر الله، وأمر باتقاء الله وصلة الرحم فمن لم يصل رحمه لم يتق الله عز وجل).
ويرى الإمام عليه السلام إن على المؤمن أن يتحلى بثلاث خصال حتى يستكمل حقيقة الإيمان فيقول عليه السلام: (لا يستكمل عبد حقيقة الإيمان حتى يكون فيه ثلاث خصال التفقه في الدين وحسن التقدير في المعيشة والصبر على الرزايا).
الإمام الرضا عليه السلام من أئمة أهل البيت عليهم السلام الذين أمرنا الله تعالى بمودتهم (قُل لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى) علينا أن نقتدي بهم ونسير على نهجهم ونهتدي بهداهم ونسير على سيرتهم وسنتهم وأن نعمل بوصاياهم وتعليماتهم لنفوز في الدنيا والآخرة.