وشرى عليّ نفسه

قال تعالى: (فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ) السجدة:17.
وفي الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (قال الله تعالى: أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر).. فماذا نفعل؟ علينا أن نبيع أنفسنا لله على أساس أن تكون الجنة ثمناً لها، وهذا ما بادر إليه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام عندما دعاه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى أن يبيت على فراشه ليلة الهجرة، والسيوف العشرة مسلّطة على رأسه، وقال لرسول الله بكل اطمئنان: (اذهب راشداً مهدياً)، وكان الوسام الإلهي لعليّ عليه السلام الآية الكريمة التي نزلت بحقه: (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللَّهِ) البقرة:207، وشرى عليّ نفسه عندما انطلق في خط حماية رسول الله.
وورد في الحديث عن عليّ عليه السلام: (إنه ليس لأنفسكم ثمن إلا الجنة، فلا تبيعوها إلا بها). وكثير من الناس يبيعون أنفسهم لمن يعطي المال أو الجاه أكثر، ولكن عليّاً عليه السلام يقول لك إن نفسك أثمن من كل الدنيا، فإذا أردت أن تبيع نفسك فاجعل الجنة ثمناً لنفسك، لأن الجنة - وحدها - هي التي تصلح أن تكون ثمناً لنفسك.. وفي الحديث: (من باع نفسه بغير نعيم الجنة فقد ظلمها)، لأنه باعها بالثمن البخس.