سيد شباب أهل الجنة - عمار كاظم

الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب سبط رسول الله وابن فاطمة الزهراء عليهم السلام المطهر من الرجس بصريح القرآن الكريم (إنما يريد الله ليذهب عنهم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) وهو أحد أركان العترة المباركة بصريح رسول الله صلى الله عليه وآله {إني تارك فيكم الثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به وأهل بيتي اذكرتم الله في أهل بيتي}. الامام الحسن المجتبى عليه السلام الذي تلقى علومه من جده رسول الله صلى الله عليه وآله في طفولته الأولى فيستمع منه ويخصه بالرعاية والحضانة النبوية الكريمة وينفتح على على علم رسول الله فكان عليه السلام أشبه الناس برسول الله خلقا وخلقا وكان الناس اذا اشتاقوا إلى رسول الله بعد غيبته فانهم ينظرون إلى الحسن ليجدوا فيه شمائل رسول الله. الامام الحسن السبط الذي أخذ من أمه الزهراء عليها السلام الأخلاق العالية والروحانية الصافية والإرادة الصلبة والشجاعة الجريئة وينطلق عليه السلام ويعيش مع أبيه أمير المؤمنين عليه السلام المسؤولية ويجسد القيم الإسلامية العليا وينهل من الإمام علي علومه وشجاعته وأخلاقه وعبادته. كان الإمام الحسن عليه السلام أعبد الناس في زمانه وأزهدهم وأفضلهم وكان إذا توضأ ارتعدت مفاصله وأصفر لونه ويقول {حق على كل من يقف بين يدي رب العرش أن يصفر لونه وترتعد مفاصله} فقد كان تقربه إلى الله تعالى أمرا يهز القلوب ويخشع له الوجدان وكان إذا بلغ باب المسجد يرفع رأسه ويقول {إلهي ضيفك ببابك يا محسن قد أتاك المسيئ فتجاوز عن قبيح ما عندي بجميل ما عندك يا كريم} وكان عليه السلام إذا ذكر الموت بكى وإذا ذكر القبر بكى وإذا ذكر القيامة والعرض على الله يشهق شهقة يغشى عليه منه وكان عليه السلام إذا قرأ القرآن ومر بآية فيها {يا أيها الذين آمنوا} قال لبيك اللهم لبيك. كان عليه السلام خلقه القرآن، وكانت حياته وسيرته المباركة منهجا يقتدى بها، وكانت آخر موعظة أطلقها الإمام عليه السلام في مرضه الذي توفى به {استعد لسفرك وحصل زادك قبل حلول أجلك واعلم أنك تطلب الدنيا والموت يطلبك ولا تحمل هم يومك الذي لم يأت على يومك الذي أنت فيه واعلم انك لا تكسب من المال شيئا فوق قوتك إلا كنت فيه خازنا لغيرك واعلم أن الدنيا في حلالها حساب وفي حرامها عقاب وفي الشبهات عتاب واعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا وإذا أردت عز بلا عشيره وهيبة بلا سلطان فاخرج من ذل معصية الله إلى عز طاعة الله عز وجل} لا بد أن نحرك هذه الكلمات المباركة في حياتنا لتكون برنامجا للموعظة وخطة للسير ومنطلقا للحركة لتحصل منها على خير الدنيا والآخرة.