التعلم من الأطفال


هل لنا ان نتعلم من الأطفال؟ ربما يأتي الطفل الى أبيه أو أمه يطلب حاجة فلا يعطيانه، يذهب ويضرب رأسه بالجدار ويهدد، يأتي الى أحضان أمه يبكي، يوجِد ارباكاً في البيت، وعند ذلك تنهار مقاومة الأب والأم، وعندها يعطيانه ما يريد..كيف استطاع هذا الطفل الذي لم يتعلم في المدرسة ان يحطّم مقاومتكِ كأم أو مقاومتكَ كأب بأسلوبه.لقد رأى ان الأسلوب المباشر لا يكفي، وهو يدرس باحساسه نقاط الضعف في أمه، ونقاط الضعف في أبيه، كيف يتأثر أبوه بالبكاء، وكيف تتأثر أمه، وبذلك انطلق في أسلوبه ليحطّم مقاومتنا فيما كنا نمنعه.الطفل يتحرك باحساسه..قد تتصورون وأنتم من الكبار ان أطفالكم لا يفهمون شيئاً..ان أطفالكم يدرسونكم، وقد يجلسون ليضحكوا من بعض حركاتكم فيما بينهم، وقد يجلسون لينتقدوكم، لأن الطفل يعيش بصفاء فطرته، والفطرة هي المعلم الأول للانسان {..فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ..} الروم:30.
كونوا في حالة طوارئ علمية، في الفكرة، في الأسلوب، حتى تستطيعوا ان تنجحوا في أدائكم في صنع الانسان الجديد..أبوّة، أمومة، تقوى، عبادة، علم وفن..جميعها تنطلق لتعطينا عمق المسؤولية ومعناها وانفتاحها على الله وعلى الانسان لنُبقي انسانيتنا في انسانية الآخرين.