خطبة الشيخ علي حسن غلوم حول العلاقة بين العطاء والسيادة


ألقيت في الثالث من إبريل 2009

ـ (وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)(الحشر: من الآية9)
ـ لبعض المخلوقات مزية السيادة والعظمة لعطائها وحركتها الدائبة (الشمس/ الوالدان)
ـ إذن كل من يريد السيادة والعظمة عليه أن يضحي ويعطي على حساب مصالحه وراحته، فالمسألة ليست مسألة عناوين يكتسبها تشرفاً.
ـ ومن المهم أن لا يتوقع أجراً او مكافأة من أحد، وإلا كان بمثابة الأجير. وهذا لا يعني أن لا يقدّره الناس، ولكن أن لا يسعى هو وراء التقدير.
ـ ومن هنا كانت السيادة للأنبياء والقادة المعصومين:
ـ نوح: (وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ) (الشعراء:109) ثم هود (الآية127) ثم صالح (145) ثم لوط (164) ثم شعيب (180) .
ـ وللنبي نفس المنهج: (قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ) (صّ:86)
ـ ولكن كان لابد من تكريم النبي لمقامه هذا بتكريمه (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) (الأحزاب:56) وتكريم أهل بيته ( قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى) (الشورى: من الآية23) لماذا؟ لأنهم هم أيضاً عاشوا هذه الحالة من التضحية والعطاء والإيثار (إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُوراً) (الانسان:9) فاستحقوا بها السيادة والشرف والمكانة الرفيعة .
ـ إن من يريد الشرف عليه أن يعطي ويضحّي ولا يطالب الناس بالعنوان الذي يحمله أو باللباس الذي يرتديه أو الانتماء الذي ينتمي إليه.