دليل الوقت في القرآن الكريم -3

خامساً، العيد:
قال تعالى: {قال مَوعِدُكُم يَوْمُ الزِّينةِ…} (طه: 59).
التطبيق الحياتي: العيد مأخوذ من العودة، أي أنّه فرصة العودة الى الله، فاذا كان العيد يومَ الفطر فهو يوم العودة الى الله بعد الامتثال والطاعة في شهر الصِّيام، واذا كان العيد يومَ النّحْر، فهو يوم العودة اليه سبحانه بعد التّلبية والاستجابة لندائه في شهر الحجّ.. والمقصود بيوم العودة: العودة اليه أنقياء أصفياء مغفوراً لنا ذنوبنا.
هل ينتهى العيدُ عند هذا الحدِّ؟... كلاّ... فـ (كلُّ يوم لا نعصي الله فيه فهو عيد).
ماذا يعني هذا؟
يعني أنّك يمكن ان تجعل حتى أيّام حزنك وحِدادك أعياداً، فاذا نزلت بك مصيبة واسترجعتَ قائلاً: {انّا للهِ وانّا اليه راجعون}، فلقد قلبتَ الحزنَ فرحاً، لأنّ الله بشّرك بالرحمة ان فعلتَ ذلك.
وقد لا يكون يومُ عيدي عيداً ان أفسدتهُ باللهو الحرام والعبث والاسراف وتصيّد اللذائذ المحرّمة والمُنكرات..
- عيدي، يوم يغفر الله لي، ويوم أتوب اليه، ويوم أندم على ما فعلتُ من معاص.
- عيدي، يوم أقوم بمسؤوليّاتي كعبدٍ مسلمٍ وضع الله في عنقه أو على عاتقه جملة من المسؤوليات الذاتية الاجتماعية.
- عيدي، يوم أُصلِح حياتي، وحياة الناس من حولي، ولو بكلمةٍ طيِّبة.
- عيدي، يوم ينتهي يومي فأعود الى بيتي وأنا مرتاح الضمير، ان أنجزتُ واجباتي، احترمتُ علاقاتي وتعهّداتي، وأخلصتُ لله عبادتي، ونفعتُ عباده بما استطعت.
- عيدي.. صناعتي أيضاً!

سادساً، قيام الساعة:
قال تعالى: {اقْتَرَبَت الساعةُ وانشَقَّ القَمَر} (القمر: 1).
التطبيق الحياتي: رُبَّ قائلٍ، وما دخلُ قيام الساعة بالحياة، فهي نهاية الحياة وختامها، وفصلها الأخير؟ تلك نظرة تنسي ان الساعة متى قامت فهي نهاية لحياةٍ فانية وبداية لحياةٍ خالدة، وأنّ استحضارها في كلِّ وقت هو الذي يمنح الأوقات جدِّيّتها وصلاحها وثراءها وقيمتها ووعيها.
عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «اذا قامت الساعة وبيدِ أحدكُم فسيلة فليغرسها»!
أي ان (العمل) و(الأمل) يبقيان مقرونين حتى في آخر اللحظات وأشدّها صعوبة.
ويسأله أعرابيّ: يا رسول الله! متى قيام الساعة؟ فيُجيب صلى الله عليه وآله وسلم: «وماذا أعددتَ لها؟!».
هذا هو السؤال!!