في رحاب الإمام المهدي - عمار كاظم


قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أبشِّركم بالمهدي، يُبعث في أمتي على اختلاف من الناس، وزلازل، يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً، يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض، يقسّم المال صحاحاً، فقال رجل: ما صحاحاً؟ قال: بالسوية بين الناس).
وقد أجمع المسلمون على ظهور المهدي عليه السلام ونهوضه بأعباء الدعوة والاصلاح، وانه من أهل البيت الطاهرين، من ذرية الرسول صلى الله عليه وعلى آله، وأكدت الأخبار أنه من ولد فاطمة من أبناء الحسين عليه السلام، وانه يخرج على رأسه غمامة فيها مناد ينادي هذا المهدي فاتبعوه، يخرج ليملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت جوراً وظلماً، فالمهدي أمل المؤمنين وقضية كل مسلم في عصرنا الحاضر.
ولد المهدي عليه السلام في كنف أبيه الامام الحسن العسكري عليه السلام الذي أحاطه بالرعاية والسرية التامة خوفاً عليه وتنفيذاً لوعد الله وعهده الذي توارثه عن آبائه عن جدهم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله.
المهدي عليه السلام موعود الأنبياء وأمل المستضعفين يظهر ليقدّم لنا الإسلام الأصيل الذي جاء به جده رسول الله صلى الله عليه وآله:
(حلال محمد حلال الى يوم القيامة، وحرامه حرام الى يوم القيامة)، وأخرج ابن ماجة في سننه عن سعيد بن المسيب قال: (كنا عند أم سلمة فتذاكرنا المهدي فقالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله يقول: المهدي من ولد فاطمة).وروى الشيخ الصدوق عن أحمد بن أسحق: (سمعت أبا محمد الحسن بن علي العسكري يقول: الحمد لله الذي لم يخرجني من الدنيا حتى أراني الخلف من بعدي أشبه الناس برسول الله صلى الله عليه وعلى آله خَلقاً وخُلقاً، يحفظه الله تبارك وتعالى في غيبته ثم يظهره فيملأ الأرض عدلاً وقسطاً، كما ملئت جوراً وظلماً).
مهمتنا ومسؤوليتنا في زمن غيبة الامام: (وأما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها الى رواة أحاديثنا فانهم حجتي عليكم وأنا حجة الله).مسؤوليتنا ان نرجع الى العلماء الذين يملكون علم الإسلام وتقواه، الذين أخلصوا لله ولرسوله ولم يرتبطوا بسلطان جائر أو حاكم ظالم، العالم الذي لا يبيع دينه بدنيا غيره أو دينه بدنياه.العالم الذي ينطلق من أجل ان تكون كلمة الله هي العليا وكلمة الشيطان هي السفلى، العالم الذي ينطلق مع الحق والعدل في جميع مواقفه وينطلق مع الضعفاء يعيش معهم ويرحمهم وينصحهم ويعلمهم ويقدر اخلاصهم، العالم الذي يكون مفتوح القلب للناس بأن يحب الناس جميعاً ليتعاون معهم على خط الايمان، العالم الذي لا يحمل في قلبه حقداً لأحد، العالم الطيب اللسان صاحب الخلق العظيم، العالم الذي لا يعمل على ايجاد الفتنة بين المؤمنين أو يرسخ العصبية في داخل المجتمع الايماني: (فأما مَن كان من الفقهاء صائناً لنفسه حافظاً لدينه مخالفاً لهواه مطيعاً لأمر مولاه فللعوام ان يقلّدوه).اللهم أرنا الطلعة الرشيدة والغُرَّة الحميدة، واجعلنا من أنصاره وأعوانه يا أرحم الراحمين.