حكم ـ تصفية العمل

عمل السر

قال أمير المؤمنين علي عليه السلام: (احذر كل عمل يُعمل به في السر، ويُستحى منه في العلانية).
العمل المذموم يبقى قبيحاً وان أتى به أحدنا في السر..بل انه لم يجعله سراً الا لقبحه، ومخافة ان يُعاب به، أو يعاقَب عليه، أو ان يعجز عن تقديم العذر عليه..وقد تسوّل لك نفسك حين تبتعد الأعين عن المراقبة وتشعر بالأمان ان تأتي بما يقبح، فاحذر ذلك، لأن من طبيعتها ان تدفعك للاسترسال والاستزادة من القبيح..كما ان تجارب الحياة تؤكّد ان هكذا أمور يصعب الاحتفاظ بها في السر الى الأبد، ولابد ان يأتي اليوم الذي يفضح فيه الإنسان نفسه نتيجة خطأ ما، أو لضغط نفسي يضطر معه ان يُفصح بالأمر، ليخرج بذلك عن كونه سراً، ولو بعد حين..وعندها يرتبك لوقع المفاجأة فيكون العذر أقبح من الذنب نفسه.

تصفية العمل

قال أمير المؤمنين علي عليه السلام: (تصفية العمل خير من العمل).
العمل الصالح من الوسائل الرئيسة التي ينال الإنسان من خلالها رضا خالقه، ويؤكد عن طريقها إنسانيته، ويساهم في تنمية مجتمعه، ويحقق بها ذاته..وقد يتطلب هذا العمل جهداً كثيراً وزمناً طويلاً حتى يتم انجازه بالصورة الكاملة..الا ان الصورة الجميلة للعمل الصالح لا تكتمل الا من خلال تصفية الدوافع الباعثة له..وهذا بحدّ ذاته يستلزم جهداً خاصاً، ومحاسبة دائمة، وتضحيات على مستوى المكاسب التي لربما يفقدها الإنسان من أجل تحقيق الغرض بنية خالصة بعيداً عن الرياء والنفاق والشهرة والمردود المادي..ولذا كانت تصفية العمل أرقى مرتبة من العمل الصالح نفسه.