يتهم الإسلام بأنه دين انعزالي لا يشجع على الانخراط في الحياة، ويستشهد من يقول ذلك بعدة شواهد، كسيرة الصوفية والزهاد ونبذهم الحياة بما فيها من مباهج، ما رأيكم في ذلك؟

هناك تفسير خاطىء لتفسير الزهد، بأنّه ابتعاد عن الدنيا ومباهجها، وهذا خلاف ما جاء في القرآن الكريم: {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} (الأعراف:32). والله سبحانه لم يحرّم لنا مباهج الحياة الدنيا، وإنما قنَّنها لنا حتى لا يسيء الإنسان استعمالها، وقد لخَّص الزهد بكلمتين، كما ورد عن الإمام علي(ع): "أن لا تأسى على ما فاتك ولا تفرح بما أتاك"، والدنيا المذمومة هي تلك التي تملك الإنسان، بحيث تسيطر عليه ليرتكب كل المحاذير من أجل الوصول إليها وبأي طريق كان، حتى ولو أدى ذلك إلى ظلم الآخرين، وأما الدنيا التي يملكها الإنسان ويجعلها طيعة للوصول إلى أهدافه ومبادئه الصحيحة والسليمة، فهي دنيا ممدوحة لا مذمومة