حكم ـ حصاد الشر

دواء الغضب
قال أمير المؤمنين علي عليه السلام: (داووا الغضب بالصمت).
قِوام الإنسان عقلُه الذي من خلاله يوازن تفكيره وأقواله وأفعاله وردود فعله، ومتى ما اختلّ دور العقل أو ضُيِّع تراكمت المشكلات على الإنسان وفتح على نفسه أبواب التعاسة في الحياة.. والغضب من عوامل تحجيم دور العقل، كما أنه من نتائج ضعف دور العقل.. ولذا كان من الضروري أن يعطي الإنسان الغاضب لنفسه الفرصة للحظات من الصمت الذي سيلجم من خلاله حالة الاندفاع نحو التهيج العاطفي اللامسؤول وما يستتبعه من تصرفات قد تكون خطيرة.. كما أنه سيعطي الفرصة لعقله كي يعمل من جديد على إعادة حالة التوازن إليه.

الغضب والحقد
قال أمير المؤمنين علي عليه السلام: (الغضب يثير كوامن الحقد).
اعتبر الحكماءُ الغضبَ ضرباً من الجنون المؤقّت الذي يصيب الإنسان فيفتح له أبواب الشر.. فهو يعيد الذكريات السلبية التي يختزنها عن الآخرين، ويدفعه لإظهار أحقاده الدفينة تجاههم، بالقول، شتماً أو اتهاماً بالباطل أو ذكراً لمعائبهم أو تعييراً ببعض خصوصياتهم.. كما قد يدفعه للكيد بهم من خلال السعي لإسقاط شخصياتهم عن طريق الغيبة، أو إفساد علاقاتهم الاجتماعية عن طريق النميمة.. أو بالفعل، من خلال إلحاق الضرر المباشر بهم بالاعتداء الجسدي ضرباً أو قتلاً. وهذا سيؤدي ـ غالباً ـ إلى إثارة الأحقاد في نفوس الآخرين تجاهه، ليبادلوه بالمثل أو بما هو أسوأ.

حصاد الشر
قال أمير المؤمنين علي عليه السلام: (احصد الشر من صدر غيرك بقلعه من صدرك).
لا يمكن للحقد أن يبني حقاً، كما لا يمكن للبغض أن يفتح قلباً.. إنك تستطيع أن تحصد الشرّ من صدور الآخرين عندما تعيش الخير كلّه للناس كلّهم، وعندما تفرّغ صدرك من كل شر لتفتح كل صدور الآخرين على الخير، في ما تفكر به من الخير.. وعندما ينبض قلبك بالحب، ينفتح عقلك ليفتح عقول الناس الذين يتلمسون حبك فيحبون فكرك.. إن الإنسان الذي يغلق قلبه للناس، لا يمكن للناس أن يفتحوا عقولهم له، والإنسان الذي يكون قاسي القلب، لا يستطيع أن يهدي الناس.