عناصر النجاح

النجاح في أي مشروع في الحياة، لا يأتي من فراغ، وإنما هو حصيلة لعناصر ثلاثة رئيسية:

1. الأسباب المادية: فإن توفر الأسباب والمتطلبات، يشكل عاملاً أساسياً للتقدم نحو الهدف المقصود.. قال تعالى على لسان يعقوب:{ وَقَالَ يَا بَنِيَّ لا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلا لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ } (يوسف: 67). وعن سادس أئمة أهل البيت الإمام جعفر الصادق عليه السلام: (أوجب الله لعباده أن يطلبوا منه مقاصدهم، بالأسباب التي سببها لذلك، وأمرهم بذلك).

2. الأسباب المعنوية: كالهمة الموجبة للجد، والتحرك السريع لتحقيق الهدف.. قال تعالى عن النبي أيوب عليه السلام وأهله:{ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ } (الأنبياء: من الآية 90) وعن الإمام جعفر الصادق: (كان أبي يقول إذا هممت بخير فبادر، فإنك لا تدري ما يحدث).

3. مشيئة الله ومباركته تعالى لعالم الأسباب: فمن المعلوم أن لا شيء يتحقق إلا بمشيئة الله سبحانه { وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً } (الإنسان:30).. وبركة الله تعالى لا حدود لها، وإذا حلَّت في شيء سهَّلت العسير، وباركت في القليل. قال تعالى{ إِلاّ تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } (التوبة:40).



التوكل على الله:



ومن هنا كان التوكل على الله من الملامح المهمة في شخصية الإنسان المؤمن التي رسمها القرآن الكريم، ودعت إليها النصوص الإسلامية، وفي الخبر الذي رواه الشيخ ابن فهد الحلي في عدّة الداعي عن ثامن الأئمة علي الرّضا عليه السلام أنّ من قال عقيب صلاة الصّبح هذا القول ما سأل الله حاجة إلاّ تيسّرت له وكفاه الله ما أهمّه: (بِسْمِ اللهِ وَصَلَّى اللهُ عَلى مُحَمَّد وآلِهِ وَاُفَوِّضُ اَمْريى اِلَى اللهِ اِنَّ اللهَ بَصيرٌ بِالْعِبادِ فَوَقاهُ اللهُ سَيِّئاتِ ما مَكَرُوا لا اِلـهَ إلاّ أَنْتَ سُبْحانَكَ اِنّي كُنْتُ مِنَ الظّالِمينَ فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَنَجَّيْناهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنينَ حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكيلُ فَاْنَقَلَبُوا بِنِعْمَة مِنَ اللهِ وَفَضْل لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ ما شاء اللهُ لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ اِلاّ بِالله ما شاءَ اللهُ لا ما شاءَ النّاسُ ما شاءَ اللهُ وَاِنْ كَرِهَ النّاسُ حَسْبِيَ الرَّبُّ مِنَ الْمَرْبُوبينَ حَسْبِيَ الْخالِقُ مِنَ الَْمخْلُوقينَ حَسْبِيَ الرّازِقُ مِنَ الْمَرْزُوقينَ حَسْبِيَ اللهُ رَب الْعالَمينَ حَسْبى مَنْ هُوَ حَسْبي، حَسْبي مَنْ لَمْ يَزَلْ حَسْبي، حَسْبي مَنْ كانَ مُذْ كُنْتُ لَمْ يَزَلْ حَسْبي، حَسْبِيَ اللهُ لااِلـهَ اِلاّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظيمِ).