شخصيتي ضعيفة.. أنا فاشل اجتماعياً

س: باختصار لا أعرف ما مشكلتي.. أنا فاشل اجتماعيا.. لا أعرف كيف أتكلم.. أحاول دائما تقليد الأولاد في طريقة الكلام.. لا أعرف كيف أتصرف.. ليست لدي شخصية.. شخصيتي ضعيفة.. أمي وأبي دائما يقولان لي لا تهتم بعلاقاتك بالناس، فهي تعني المشاكل والمعاناة.. كنت متفوقا دراسيا.. لكن نفسيتي متعبة، وأصبح مستواي الدراسي سيئا، وعندما أهملتُ الدراسة بدأوا بمقارنتي بالناس.. فلان أفضل منك.. انظر إلى فلان كيف تفوّق.. لاأدري لماذا أعيش.. لماذا أدرس.. لماذا أتعامل مع الناس.. لماذا وكيف؟

ج: أنت فعلا متعب نفسيا وتستحق الرعاية والعناية ولكن ليس بالحد الذي تيأس معه وتشعر وكأن الحياة مظلمة من حولك وأن كل شيء قد انتهى، فأنت ما زلت شابا وأمامك فرص كثيرة ولديك طاقات كبيرة تستطيع من خلالها أن تغير واقعك وأن تعيش أيامك بنشاط وسعادة.

ابدأ أولا بمعرفة نفسك: معرفة النعم التي أنعم الله بها عليك وما خصك به من امتيازات وصفات حميدة.. انس من حولك، انس الناس، انس والديك وركز فكرك على نفسك، خذ ورقة وقلما واكتب ما أعطاك الله من صحة وسلامة وبصر وسمع وعقل وقلب و.. والكثير من النعم التي حرم منها ناس غيرك، لا تتوقف واكتب حتى تمتلئ الورقة، وستجد أن تلك النعم لا يمكن عدها { وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ } (النحل:18).

ثم ضع الورقة في مكان واضح أمامك لتقرأها صباح ومساء وتشكر الله تعالى عليها، قال تعالى:{ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ }.. (ابراهيم: من الآية7). واعلم أن أمامك آفاقا كبيرة من فرص الحياة والنجاح والتوفيق. واعمل على تنمية مواهبك وزيادة صفاتك الحميدة.. اعتن بنفسك وبصحتك وسلامتك وتوفيقك ونجاحك، لأن ذلك يخصك دون غيرك، فإذا توفقت كففتَ عنك كلام الناس، وإذا فشلت لا يستطيع الآخرون التعويض عنك.

وعليك أن تدرس جيدا حتى تثبت لنفسك أولا أنك قادر على النجاح وأن ما يقوله الغير، غير صحيح ولا يعيق تقدمك.. وعليك أن تكون قيمتك ذاتية لا ما يعطيها الآخرون لك، بأن تكون شخصيتك مستقلة تدريجيا وأن تعمل لكي تعتز بنفسك وتعرف قدرها.

و ليكن لديك برنامج خاص بك، للنوم والاستجمام.. للنظافة والرياضة.. للقراءة والاستراحة.. واسع للنوم مبكرا، و طالع كتابا لطيفا قبل النوم واقرأ آيات من القرآن ونم هانئا حتى تستيقظ أول الصباح مع الطبيعة الجميلة من حولك، وابدأ يومك بقراءة القرآن والصلاة وذكر الله وستجد يومك جديدا جميلا يحمل لك بشائر الخير.. واستفد من فرصة الصباح لمراجعة دروسك بذهن متفتح ونفسية مرتاحة.

اعمل على أن يكون لك شأن خاص بك، أن تعتني بنفسك كصديق تداريه وترعاه وتختار له ما يرتاح له وما ينفعه وما يسليه وما يمتعه.

لا تفقد الأمل.. الأمل الكبير بالله الرؤوف الرحيم الذي جعل مع العسر يسرا { إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرا} (الشرح:6) ورحمة الله واسعة وهي محيطة بنا وعلينا أن نتذكرها ونستفيد منها.

ولا تظن أن والديك يريدان بك سوء.. إنهما يحبانك ويهتمان بك ولكن قد لا يجيدان التعبير عن ذلك.. اعمل على كسب صداقتهما وتجنب الأوقات الصعبة عندهما.