جائع وكتاب

كان المرجع الراحل السيد شهاب الدين المرعشي النجفي مهتماً باقتناء الكتب، لدرجة أنه كان يؤجر نفسه لأداء بعض الأعمال عن الموتى مقابل مبلغ مالي زهيد بهدف شراء كتاب، وقد استطاع خلال سني عمره المديدة أن يؤسس مكتبة ضخمة في مدينة قم وتعد واحدة من أضخم وأهم المكتبات في الشرق الأوسط لمحتوياتها القيمة من مخطوطات ونسخ قديمة ووسائل حفظ واسترجاع المعلومات.

ومن نماذج مساعيه في هذا الطريق ما وُجد مكتوباً على إحدى صفحات كتاب اشتراه عام 1342 هـ: (كتاب كشف اللغات والاصطلاحات للعلامة الشيخ عبدالرحيم بن أحمد الهندي البهاري الحنفي الشهير بسور، ألّفه باستدعاء ولده العلامة الشيخ شهاب الدين البهاري في سنة 1060 هـ وتوفي بعد الفراغ منه بقليل، اشتريته بأجرة سنتين من الصلاة نيابة عن المرحوم الميرزا محمد البزاز الطهراني بمبلغ عشرين روبية بريطانية، وفقني الله لإتمام العمل. وكان الشروع في الصلاة من ضحوة يوم 21 من ذي القعدة 1342 في الغري الشريف، وأنا الكئيب كاتب هذه الحروف في حال الجوع، فإني لم أتمكن من تحصيل ما أوقت به منذ عشرين ساعة، فرّج الله عن كل مكروب. شهاب الدين الحسيني المرعشي النجفي، 1342 بمدرسة القوام، من مدارس مشهد جدي أمير المؤمنين روحي له الفداء).