حكم ـ أعشى البصيرة

الجمال الحقيقي
عن أمير المؤمنين علي عليه السلام: (حُسن الصورة جمال ظاهر، وحسن العقل جمال باطن). لكلّ شئٍ صورته الجميلة أو عكسها.. فالهيئة والمظهر الخارجيّ إمّا أن يرتفع بها الجمال فتسمو وترقى.. أو تنحطّ مع القبح والبشاعة. ولها على كل حال قيمتها الخاصة في إطلالة الشخصية.. إلا أن للجمال إطلالات أخرى تتجلى في جمال اللِّقاء، وزينته الابتسامة وطلاقة الوجه.. وفي جمال اللّسان، وزينته صواب القول بالحقّ والخير أو الصّمت.. وفي حُسْن الأخلاق، وزينته التَّواضع.. وفي جمال الرّوح، وزينته الشكر وصفاء النيّة.. وفي العقل، والفكر السَّليم زينته.

طلائع القلوب
عن أمير المؤمنين علي عليه السلام: (العيون طلائع القلوب). تماماً كمقدمة الجيش وطليعته التي تتقدم سائر الصفوف لتستكشف ساحة المواجهة، وتتعرف على الأوضاع عن قرب، وتميّز العدو من الصديق، لتقدِّم تقريرها بعد ذلك إلى مركز القيادة حيث تُرسم الخطة ويُتّخذ القرار بما يتلاءم مع تلك المعطيات الميدانية.. هكذا ينبغي أن تكون أبصارنا مفتَّحة نَبِهة، لنعيش الوعي الإنساني للقضايا التي تتصل بكل حركتنا في الحياة.. فالإنسان اليقظ إنسان حيّ تضج فيه الحياة، ويصنع وعياً له ولمن حوله. أما مَن يعيش الغفلة، فإنه لن يعرف من أين يبدأ وأين سينتهي، وكيف يعالج قضاياه وكيف يختار مواقفه، ليفسح المجال للآخرين كي يرسموا له طريقه ويقرروا مصيره.

أعشى البصيرة
عن أمير المؤمنين علي عليه السلام: (من عشق شيئاً أعشى بصره وأمرض قلبه، فهو ينظر بعين غير صحيحة، ويسمع بأذن غير سميعة). يمتلك الإنسان ميزة البصيرة التي تمثّل القدرة على التحليل والتدبّر في الأمور والوصول إلى النتائج السليمة. إلا أنه قد يفقد هذه الميزة لعوامل مختلفة.. والحب بصورة استغراقية غير متزنة يمثل واحدة من تلك العوامل، سواء أكان المحبوب إنساناً آخر، أو كان حبُّه منصباً على الدنيا وملذاتها، أو كان حباً للنفس.. فالعاشق يصب كل تركيزه على المعشوق، في إيجابياته الحقيقية أو الوهمية، لا سواها، ويتغافل عن كل سلبياته، وعن كل الإيجابيات فيما عداه، فيفقد ـ بالتالي ـ التوازن في تقييم الأمور والوضوح في الرؤية.