أيها الأحبة ـ 11

نستعرض فيما يلي القسم الحادي عشر من الحوار الذي أجري عام 2000 مع المرجع الراحل السيد محمد حسين فضل الله قدس سره، وهو بمثابة مجموعة من الأفكار والوصايا التي تتناول القضايا الحياتية المختلفة، وقد تم نشرها أخيرا في كتيب تحت عنوان (أيها الأحبة)، وبدورنا ننشر مختارات منها في حلقات:
س: عندما نرجع بالتاريخ إلى أيام شبابكم نجد أنكم وفي الوقت الذي كنتم تعيشون فيه عنفوان الشباب تحدثتم عن هذه المرحلة (استقبال الموت) بشعركم الوجداني، في قصيدة (نشيد الموت) نحب أن نسمعها من أنفاسكم المحلقة.
المرجع الراحل السيد محمد حسين فضل الله:
يغمر روحي الظمأى إلى وحي الخلود..
إشعاع دنيا حرة الآفاق تهزأ بالقيود..
لا البغي يكمن زواياها ولا غل الحقود..
تتعانق الأرواح فيها كالأزاهر والورد..
سأموت..
في قلبي خفوق ثار في بركان حبي..
وصراع آمال ذَوَت وهَوَت على أشواك دربي..
كم رحت أطلب عندها نجوى الهوى ونشيد قلبي..
فأرى بها ريّ الحياة يسير في روحي ولبي..
سأموت..
في شفتي إعصار وإحساس مريب..
ودجى يمثل يأسي الداجي وعالمي الغريب..
ونفاثة من صدري المحموم تعصف اللهيب..
تزكو بها الآلام دامية مع الصمت الرهيب..
سأموت..
سوف يغور في عيني إشعاع الحياة..
وتموت في أحداقي السُّكرى طيوف الغانيات..
وتجف منها الأدمع الحيرى أمام النائبات..
في رقدة الأبد العميق هناك في دنيا الممات..
سأموت..
سوف يضم أحشائي دجى اللحد العميق..
وأنام لا أرق يهددني ولا قلب خفوق..
ملء الجفون رذاذ أحلامي وذوب من بريق..
جمد الشعاع بمقلتي وجف من شفتي الرحيق..
سأموت..
والخطرات في روحي تموج مع الأثير..
والحب والنجوى المذابة في كؤوس من عبير..
والبؤس في شفتي يبعث فيهما الألم المرير..
سيلفها العدم المقيت وينجلي هذا المصير.