أيها الأحبة ـ 10


نستعرض فيما يلي القسم العاشر من الحوار الذي أجري عام 2000 مع المرجع الراحل السيد محمد حسين فضل الله قدس سره، وهو بمثابة مجموعة من الأفكار والوصايا التي تتناول القضايا الحياتية المختلفة، وقد تم نشرها أخيرا في كتيب تحت عنوان (أيها الأحبة)، وبدورنا ننشر مختارات منها في حلقات:
س: ما هو الشيء الأهم الذي تحملونه لتقدموه بين يدي رؤوف رحيم، وما هو أهم عمل كنت تتمنى أن تنجزه قبل ذلك الموقف ولم تستطع حتى الآن؟
المرجع الراحل السيد محمد حسين فضل الله: ليس عندي ما أثق بخلوصه مائة بالمائة من أعمالي التي قمت بها، ولذلك يبقى الخوف والرجاء يحكم تطلّعاتي إلى ذلك اليوم. إنني عندما أفكر في كثير من اللحظات بالموت، أشعر بلوعة أني لم أكمل المشاريع الرساليّة التي بدأتها. إن الهم الذي أعيشه الآن هو: كيف أكمل الزيادات في تفسير القرآن حتى يكون تفسيراً جامعاً، يمكن أن يعطي الناس صورة مشرقة عن القرآن. (بحمد الله وفق سماحته لإنجاز هذا المشروع في السنوات اللاحقة لهذا الحوار، وسيطبع التفسير كاملاً في فترة قريبة إن شاء الله).
كما أنني أشعر بمرارة أن أنفصل عن مسؤولياتي أمام الناس، فأنا أحب دائماً أن أتحدث إلى الناس وأن أعظهم وأرشدهم من أجل الإسلام ومن أجل الدعوة إلى الله، كما أنني أحب أن أواصل خدماتي للناس في المشاريع التي وفقني الله سبحانه وتعالى لأكون مسئولاً عنها.
لم أشعر في لحظة واحدة أنني أخاف الموت من خلال حياتي الشخصية. لقد أصبحت في عمر وفي وضع لا أملك فيه شيئاً من اللذات الذاتية ومن الطموحات الشخصية إلا ما يمثل طموحاتي في إكمال رسالتي في الحياة، ولكنني لا أنطلق في هذا من حالة ذاتية كما لو كنت أفكر أنه ليس هناك غيري ممن يكمل المسيرة، ولكن هذه مشاعري.
إني أحب أن أكون – لو وفقني الله – السائر في خط رضاه، وأن أستزيد من القيام بالرسالة.