الأربعين الحسينية

تتجه الأنظار الى كربلاء في ذكرى أربعين الإمام الحسين عليه السلام حيث يستعد الملايين لإحيائها.. واذا كانت في البرنامج الشيعي مواسم لزيارة الإمام الحسين تتوزع على أكثر من تاريخ، إلا ان زيارة الأربعين مميزة في بعدها الجماهيري، وفي طريقة أدائها التي تتسم بالمشي سيراً على الأقدام كما دأب الناس على ذلك منذ عقود طويلة. وقد درج المسلمون من أتباع مدرسة أهل البيت عليهم السلام على هذه الزيارة بشكل احتفالي، اذ لا تقتصر على تميزها بالمشي من مسافات بعيدة، بل وتخرج المواكب من المدن والقرى المختلفة من أنحاء العراق، فتكون لكل موكب من المواكب أهازيج حسينية أو سياسية خاصة تشتمل على قراءات تربط الحاضر بالماضي، وتتطلع من خلالها الى مستقبل أفضل، وهي تعمل على ترديدها طوال فترة المشي والتي تستغرق أياماً الى حين الوصول الى كربلاء حيث المرقد الحسيني المطهر.
وعندما جاء النظام البعثي الى سدة الحكم في العراق، وفي جملة إجراءاته في محاربة الحالة الدينية، لاسيما تلك التي تعمل على توعية الناس، انكمشت المواكب تدريجياً على أثر مواجهة أفرادها بالقوة والقتل والتهديد والزج في السجون.. وأشهر تلك المواجهات ما يُعرف بانتفاضة صفر سنة 1977 التي وقعت بين الزوار المشاة الى كربلاء في زيارة الأربعين وبين حكومة البعث.. إلا أنها بعد سقوط صدام وزمرته الطاغية عادت لتمثل واحدة من أهم وأبرز الفعاليات السنوية في المجتمع العراقي، من حيث تفاعل الناس معها من مختلف المحافظات، وتفاعل الكل في تقديم التسهيلات للزائرين من (المشّاية)، ومن حيث عدد المشتركين بها والذين يقدّرون بالملايين