حكم ـ الطمع

العُجُـب
ـ عن أمير المؤمنين علي عليه السلام: (الإعجاب يمنع الازدياد).
للعقل البشري القدرة على التأمل الدقيق في مختلف القضايا التي تتصل بالإنسان في حياته، وفي علاقاته، وفي اكتشاف الخطأ والصواب في تجاربه.. وكل ذلك يزيد الإنسان علماً، ويقوّيه عقلاً، ويحسّن له التجربة، وينمّي إنجازاته.. وأما إذا عاش حالة من الإعجاب بالنفس يتخيّـل من خلالها بلوغه مرتبة وهمية من الكمال، فإنه ـ في ثقته المطلقة بذاته ـ سيخطئ التقييم، وسيدفعه ذلك للركون إلى ما عنده، والمكابرة عند انكشاف الخطأ.. فيبقى متجمداً في موقعه، ولعله يتقهقر، لأن الحياة ستمضي متحركة بعيداً عنه.
الطمع
ـ وعنه عليه السلام: (أزرى بنفسه من استشعر الطمع).
تفرض إنسانيتك عليك أن تحترم ذاتك، ولا تعرّضها للإهانة والإذلال للآخرين، وأن تتحرر من السقوط تحت تأثير التطلّع إليهم في حاجاتك.. اعتمد على نفسك، واقنع بما تستطيع أن تحصل عليه من خلال جهدك، واسع لتنمية حركتك في الحياة وتقويتها لتحصل على ما تريد.. أما الاسترخاء واستجداء ما عند الآخرين، أو التزلّف واحتقار الذات لإرضائهم أو كسب تعاطفهم فلا يحقق لك سوى سقوط إنسانيتك وروحك، ويجعلك في وثاق الذل الذي يصعب أن تمحو صورته ما حييت.
الجود
ـ عن أمير المؤمنين علي عليه السلام: (جُـدْ بما تَـجِـدْ تُحـمَد).
يحب الإنسان أن يكنز ويجمع ويحتفظ بما لديه لنفسه، ومتى ما قدّم الآخرين على نفسه وآثرهم بما عنده، كان ذلك منه عملاً يستحق عليه الثناء، لأنه دليل الارتقاء بالنفس، والتعالي على الماديات، والسمو في الشعور، والتقدير للآخرين في معاناتهم أو في مقاماتهم.. إن أصحاب اليد العليا في الجود والعطاء هم بمثابة نسيم الحياة حتى لو كان عطاؤهم قليلاً، لا لأنهم يبخلون في العطاء.. بل لأنهم لا يملكون سوى هذا القليل.