حكمة - ثمرة المحاسبة



< عن أمير المؤمنين علي عليه السلام: (ثمرة المحاسبة صلاح النفس).
محاسبة النفس تمثل برنامجاً ضرورياً وحساساً تعتمد عليه في تقييم وضبط وتطوير فكرك وسلوكك وردود أفعالك، ومن خلاله يمكنك أن تميّز بين نقاط الضعف ونقاط القوة عندك، حتى تتوازن نظرتك الى نفسك، فلا يأخذك الغرور لمجرد أنك نجحت في موقع من المواقع، ولا يتحكّم بك اليأس اذا أُصبت بخسارةٍ ما. واذا كنا قد اعتدنا أن نحاسب الآخرين دائماً، فالأجدر بنا أن ننظر الى أنفسنا ونحاسبها، لأننا غير مسؤولين عن الآخرين، بل نحن مسؤولون عن أنفسنا.

التعامل مع الشهوات

< وعنه عليه السلام: (رد الشهوة أقضى لها، وقضاؤها أشد لها).
لكلٍّ منا رغبات وأهواء يحب أن يحققها، إلا أن من بينها ما قد يكون مضراً بحق الإنسان، في هذه الحياة، أو بالنسبة الى مصيره في الآخرة. وأحياناً قد لا تكون تلك الرغبات مضرة في نفسها، ولكن الاستغراق والتمادي فيها هو المضر. ومن الخطأ أن نتصور أننا عندما نلبي تلك الرغبات، فإننا سرعان ما سنشعر بالاكتفاء والاستغناء عنها تماماً.. فواقع الأمر ان طبيعة الشهوات تقتضي الإلحاح بالاستجابة المجددة لها، ولا يكبح جماحها إلا ردها وإهمالها.

راجع نفسك

< عن أمير المؤمنين علي عليه السلام: (كفاك أدباً لنفسك اجتناب ما تكرهه من غيرك).
اجعل نفسك معياراً تقيس من خلاله حُسن أو قُبح تصرفاتك تجاه الآخر.. تخيّل الموقف كما لو كان هو الفاعل، وأنت المنفعل، فهل ستعتبر فعله قبيحاً في حقك، أم ستستحسنه؟ هل ستعطيه العذر في ما صدر عنه، أم ستلومه على ذلك؟ من خلال هذا الإجراء التخيّلي البسيط تستطيع أن تقيّم مواقفك وأقوالك تجاه الآخرين، دون حاجة لإقامة الأدلة والبراهين لاثبات ذلك.. واجعل من النتيجة التي ستصل اليها منطلقاً لتعديل سلوكك الاجتماعي بإيجابية.