حكم ـ شجاعة الصادق

القناعة
ـ عن أمير المؤمنين علي عليه السلام: (جمال العيش القناعة).
قد يتحول الطموح عند الإنسان إلى جشع غير متناه.. وقد تتراقص أمام عينيه المغريات فيبرر لنفسه السعي إليها بالوسائل غير المشروعة.. وقد تتمادى عنده الرغبات فينسى كل شئ في الحياة إلا ما يحقق له إشباعها.. وقد يتحطم وينهار حين يسعى فلا يجد لسعيه أثراً ذا اعتبار.. وصمام الأمان لذلك كله: «القناعة» التي يؤمن من خلالها أن كل شئ في الوجود يسير وفق نظام وتقدير.. وبذلك يوازن خطواته، ويعقلن تصرفاته، ويبث في روحه جرعات من الطمأنينة، ويضفي على حياته صبغة من هدوء السكينة وجمال العيش.

الجبن عجز
ـ وعنه عليه السلام: (شدة الجبن من عجز النفس وضعف اليقين).
الجبان يموت ألف مرة.. فإن الذين قالوا «لا» هم مَن عبّدوا للبشرية طريقها إلى التقدم، وأخرجوها من الظلمات إلى النور، وأعادوا العزة لأنفسهم وللآخرين حين سُلبت ظلماً وعدواناً.. أما الجبناء الذين يختبؤون خلف أعذارهم المتهالكة فإنما يعرّون واقعهم البائس، ويكشفون عن نفس عاجزة عن مواجهة التحديات وتذليل الصعب.. نفسٍ لا تملك إيماناً بقدرة خالقها، وقوة قدراتها.. نفسٍ لا تدرك معنى الحياة، ولا تملك تصور مفهوم الخلود.. لأن الحياة والخلود لا يُكتبان إلا للشجعان.

شجاعة الصادق
ـ عن أمير المؤمنين علي عليه السلام: (لو تميزت الأشياء لكان الصدق مع الشجاعة، وكان الجبن مع الكذب).
الخوف من العقوبة.. الخوف من فقدان الامتيازات.. الخوف من المستقبل المجهول.. الخوف من بطش الظالم.. الخوف من السقوط الاجتماعي.. كلها بمثابة مبررات نقدمها لنسوّغ لأنفسنا الكذب، وهي في واقعها حالة هروب من المخوف إلى ما هو أبشع منه، وقد يختبئ الجبان خلف أكاذيبه حتى ينسى الحقيقة، وينسى نفسه فيصبح خائفاً من حقيقته! فالكاذب ـ في نهاية المطاف ـ لا يُفلح، وإن كسب جولة، لأن قانون الحياة مبني على الصدق والجد، لا الكذب والهزل.