خطبة الجمعة 20 شعبان 1445- الشيخ علي حسن : الخطبة الأولى: وأما حق ولدك...

- تتضمّن رسالة الحقوق للإمام زين العابدين (ع) فقرات عديدة تعالج في جانب كبير منها موضوع حقوق الإنسان، ومن بينها حق الولد، والذي يتضمّن عدة رسائل:
1. محاولة تحسيس الأب بمسئوليته في تربية ولده إيمانياً وأخلاقياً وسلوكياً، وذلك انطلاقاً من الشعور بانتماء الولد إليه، وما يستتبع ذلك أيضاً من نظرة اجتماعية في هذا الإطار.
- (وَأَمّا حَقّ وَلَدِكَ فَتَعْلَمُ أَنّهُ مِنْكَ، وَمُضَافٌ إِلَيْكَ فِي عَاجِلِ الدّنْيَا، بِخَيْرِهِ وَشَرّهِ)
- فما يصدر عنه من خير وعمل صالح، يُنسَب إلى حُسن تربيته.. والعكس صحيح.
2. التذكير بالمسئولية الأخروية أمام الله تعالى في هذا المجال، فللأب ولاية على الطفل، وجانب من هذه الولاية يرتبط باحتياجاته الدينية والتربوية والأخلاقية، كما يرتبط باحتياجاته المادية كالمسكن، والمأكل، والملبس، والصحة.
- (وَأَنّكَ مَسْئُولٌ عَمّا وُلّيتَهُ مِنْ حُسْنِ الْأَدَبِ، وَالدّلَالَةِ عَلَى رَبّهِ، وَالْمَعُونَةِ لَهُ عَلَى طَاعَتِهِ، فِيكَ، وَفِي نَفْسِهِ، فَمُثَابٌ عَلَى ذَلِكَ، وَمُعَاقَبٌ).
- فعندما يكون الولد عاقاً، فقد يرجع ذلك أحياناً إلى خلل في التربية، وفي الحديث النبوي: (رحم الله والداً أعان ولَدَه على بره).. وعندما يكون الولد عاصياً لله تعالى، فقد يكون السبب عدم عناية الأب بتربيته الإيمانية، وهو ما نلحظه من بعض الآباء للأسف حتى إذا كبر الطفل، وحاول توجيهه دينياً -على الأقل للصلاة- وجد امتناعاً وتذمّراً.
- ثم يقول (ع): (فَاعْمَلْ فِي أَمْرِهِ عَمَلَ الْمُتَزَيّنِ بِحُسْنِ أَثَرِهِ عَلَيْهِ فِي عَاجِلِ الدّنْيَا) حينئذ يترحّم الناس على والديه ويقولون: [ونعم التربية] (الْمُعَذّرِ إِلَى رَبّهِ فِيمَا بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ بِحُسْنِ الْقِيَامِ عَلَيْهِ، وَالْأَخْذِ لَهُ مِنْهُ، وَلا قُوّةَ إِلّا بِاللّهِ). اللهم وفقنا لما تحب وترضى.