حكم ـ التكبر ـ الحلم

آفة الحلم
ـ عن أمير المؤمنين علي عليه السلام: (آفة الحلم الذل).
مشكلة البعض أنهم يتعجلون في إصدار الأحكام على الآخرين.. ومشكلة البعض الآخر أنهم يكتفون في تفسير الأمور بالاعتماد على الظاهر.. ومشكلة البعض أنهم يستغلون سمو الأخلاق ورقي المواقف كنقطة ضعف عند الآخر ليحققوا من خلالها مآربهم الخبيثة.. ومن هنا يعتبر هؤلاء أن صبرك على أذى الجاهلين ذل! وأن عفوك عن المذنب ضعف! وأن مقابلتك الإساءة بالإحسان مهانة! ولك أن تقيّم الموقف، فقد يكون في استمرار الحلم خيرٌ كثير.. كما قد يكون في اتخاذ الموقف الحاسم درساً بليغاً للآخرين.

كثرة الأنصار
ـ وعنه عليه السلام: (بالحلم تكثر الأنصار).
صبرك في مواقف الاستفزاز، وامتناعك عن الرد بالمثل، ومقابلة الإساءة بالإحسان، تمثل سلوكيات راقية ومحبوبة عند كل ذي فطرة سليمة، وكل من يقيم اعتباراً للأخلاق والقيم الإنسانية الرفيعة. ومن هنا يعد الحلم من العناصر الجاذبة في الشخصية، إذ يترك أثراً إيجابياً في نفوس الآخرين الذين يدركون أن مثل هذا السلوك لا يأتي إلا من فرد اكتشف قيمة الحياة في امتداداتها الاجتماعية، فهو يسعى ـ بحلمه ـ أن يرتفع بإنسانية الآخرين في نقاط ضعفهم.

المتكبر
ـ عن أمير المؤمنين علي عليه السلام: (عجبت للمتكبر الذي كان بالأمس نطفة ، ويكون غداً جيفة).
يعاني المتكبر ـ عادةً ـ من عقدة نقص يشعر من خلالها بحقارة في نفسه، ويسعى بالتالي لإخفاء هذا النقص أو لتعويض الشعور به من خلال استغلال عنصر يمتاز به على بعض مَن حوله كالقوة الجسدية أو الموقع القيادي أو الثراء المادي أو البلاغة الأدبية فيتعالى بها عليهم، أو يدفعه للطغيان والاعتداء على حقوقهم.. وهذا ما يجعله شخصية منفِّرة يحتقرها الآخرون، وإن هابوها في الظاهر.. وتتضمن هذه الحكمة دعوة للمتكبر كي يعيد النظر في أمره، وليتفكر في حقيقة تكوينه ابتداءً وانتهاءً ليدرك أن تكبره لا ينطلق من واقع، بل إن واقعه يفرض خلاف ذلك تماماً.