هكذا تحدث الحسين ـ 2

كتب الإمام الحسين عليه السلام رسالة إلى رؤساء القبائل العربية في البصرة، مالك البكري، الأحنف بن قيس، المنذر بن الجارود، مسعود بن عمرو، قيس بن الهيثم، عمر بن عبيدالله بن معمر، يستنهضهم فيها:
( أمّا بعد، فإنّ الله اصطفى محمّداً صلّى الله عليه وآله مِنْ خلقه، وأكرمه بنبوّته واختاره لرسالته، ثمّ قبضه إليه وقد نصح لعباده وبلّغ ما أرسِل به، وكنّا أهله وأولياءه وأوصياءه وورثته وأحقّ الناس بمقامه، فاستأثر علينا قومنا بذلك فرضينا، وكرهنا الفرقة وأحببنا العافية، ونحن نعلم أنّا أحقّ بذلك الحقّ المستحق علينا ممّن تولاه، وقد بعثتُ رسولي إليكم بهذا الكتاب وأنا أدعوكم إلى كتاب الله وسنّة نبيّه؛ فإنّ السنّة قد أميتت، والبدعة قد أحييت، فإنْ تسمعوا قولي أهدكم إلى سبيل الرشاد). قال الرواي: فكل من قرأ ذلك الكتاب من أشراف الناس كتمه غير المنذر بن الجارود، فإنه خشي ـ بزعمه ـ أن يكون دسيساً من قبل عبيدالله بن زياد فجاءه بالرسول وأقرأه كتابه، فقدّم ابن زياد الرسول فضرب عنقه، ثم نهض ابن زياد خطيباً مهدداً فكان فيما قال: (فوالله الذي لا إله غيره لئن بلغني عن رجل منكم خلاف، لأقتلنه وعريفه ووليه، ولآخذن الأدنى بالأقصى، حتى تستقيموا لي ولا يكون فيكم لي مخالف ولا مشاق، أنا ابن زياد، أشبهتُه مِن بين مَن وطئ الحصى، ولم ينتزعني شَبَه خال ولا ابن عم).