حكم ـ الطبيعة الثانية

الأشجع
ـ عن أمير المؤمنين علي عليه السلام: (أشجع الناس أسخاهم). جمال العطاء في أن يكون عن اختيارٍ من الإنسان نفسه وبرغبة شخصية منه، حين يعيش الإنسانية بمعانيها السامية، ويعيش آلام الحاجة عند الآخرين، فلا يمنعه حب التملك.. ولا تحجزه "الأنا" عن العطاء الذي يسعى من خلاله أن يخفف معاناة المحتاج، أو يرسم ابتسامة على شفتي الضعيف.. فتجود يداه بما يستطيع، لأنه الشجاع الذي لا يخشى من ذي العرش إقتاراً.
لجوج
ـ وعنه عليه السلام: (لا مركب أجمح من اللجاج). تماماً كالفرس الجموح الذي لا يتمكن راكبه من السيطرة عليه، ويقوده إلى حيث يريد، فيكون الراكب منقاداً نحو المجهول، لا يدري أين سيهوي.. ومتى.. هكذا يكون مصير اللجوج.. كثير الجدال.. المعاند الذي لا يرى نفسه إلا مصيباً وإن اكتشف أنه المخطئ.. فهو لا يدري إلى أين يقوده عناده هذا، وبمن سيصطدم.. فقد تكون الحقيقة ماثلة أمامه، إلا أنه يبقى مصراً على الباطل الذي سيرديه، أو سيفوّت عليه الفرص، ليبقى يراوح في مكانه بانتظار المفاجآت غير السارة.
الطبيعة الثانية
ـ عن أمير المؤمنين علي عليه السلام: (للعادة على كل إنسان سلطان). عبّر البعض عن العادة بعنوان "الطبيعة الثانية" لما لها من القوة بمستوى الطبيعة الأولى التي تمثّل فطرة الإنسان وموروثاته. فبسبب التكرار المستمر يترسخ في العقل البشري أنَّ هذه العادة جزء هام من سلوكيات صاحبه، فيعاملها كما يعامل التنفس والأكل والشرب.. فإذا كانت العادة سيئة وأراد صاحبها التخلص منها، فلن يتحقق ذلك بمجرد الرغبة أو التفكير في التغيير، بل هو بحاجة إلى برمجة نفسه على السلوك الجديد الذي يمثّل البديل، مع التكرار الذي يرسّخ في العقل جزئيته ضمن السلوك العام للفرد.