باقر العلم

الذروة الّتي بلغها الإمام محمد بن علي بن الحسين الباقر عليه السلام في الفكر والعمل، والمؤهلات القيادية الّتي أطّرت شخصيّتَهُ، كمحصِّلة للإعداد الرِّسالي المكثّف الخاص الّذي وفّره بيت الرِّسالة له من خلال أبيه الإمام زين العابدين عليه السلام، جعلَ المؤالِفَ وسواهم يُجمعانِ على فضله وسموّ مكانته، وهذه جملة من تصريحاتهم بهذا الشأن:
1. قال عبد الله بن عطاء المكّي: (ما رأيتُ العلماءَ عند أحد قَطُّ أصغرَ منهم عند أبي جعفر محمّـد بن عليّ بن الحسين).
2. قال محيي الدين بن شرفة النووي عن الإمام الباقر: (هو تابعي جليل، إمام بارع مُجمَعٌ على جلالته، معدود في فقهاء المدينة وأئمّتهم، سمع جابراً وأنساً، وروى عنه أبو إسحاق، وعطاء بن أبي رباح، وعمرو بن دينار الأعرج، وهو أسنّ منه، والزهري، وربيعة، وخلائق آخرون من التابعين وكبار الائمّة، وروى له البخاري ومسلم).
3. قال ابن العماد الحنبلي: (كان من فقهاء أهل المدينة، وقيل له الباقر لأنّه بَقَرَ العِلمَ أي شقّه وعرف أصله وتوسّع فيه).
4. قال محمّد بن طلحة الشافعي: (هو باقرُ العلم وجامعُهُ وشاهِرُ علمِهِ، ورافِعُهُ، ومتفوقُ دُرِّه وراضعه ومنمّقُ دُرَرَهُ وراصعُهُ، صفا قلبُهُ، وزكا عملُهُ، وطهرت نفسُهُ، وشرفت أخلاقُهُ، وعمُرَت بطاعةِ اللهِ أوقاتُهُ، ورسخت في مقام التّقوى قَدَمُهُ، وظهرت عليه سِماتُ الازدِلافِ وطهارة الاجتِباءِ، فالمناقب تسبق إليه، والصِّفات تشرف به).
5. قال عماد الدين أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير: (تابعي جليل كبير القدر، أحد أعلام هذه الأمّة علماً وعملاً وسيادةً وشرفاً. وسُمِّي الباقر لِبَقْرِهِ العُلومَ، واستنباطه الحكم، كان ذاكراً خاشعاً صابراً، وكان من سلالة النبوّة، رفيع النسب، عليّ الحسب، وكان عارفاً بالخطرات، وكثير البكاء والعبرات، مُعْرضاً عن الجدال والخصومات).
6. وكان جابر بن يزيد الجعفي إذا روى عنه يقول: (حدّثني وصيّ الأوصياء، ووارث علم الأنبياء محمّد بن عليّ بن الحسين).